responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 290
وقال: "لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّاً لاستخلفته "[1]، وقال في معاذ بن جبل مثل ذلك[2]، وقال أيضاً: " لو كان سالم حيّاً ما جعلتها شورى "[3].

وهكذا سار أمر الخلافة في الواقع بشكل متذبذب وغامض، ولم يكن للخلافة بين أوساط الناس بعد اعراضهم عن النصّ الإلهي نظرية منسجمة ومتماسكة ليستندوا إليها، فكانت خلافة أبي بكر " فلتة "، وكانت خلافة عمر بتعيين وتنصيب من أبي بكر، وكان انتخاب عثمان عبر الطريقة التي ابتدعها عمر، وأمّا أمير المؤمنين فتولى الخلافة بعد إصرار المجتمع عليه، وبعد أن انهالوا وألحوا عليه ليتولى زمام الأمور، ثم من بعده وبعد أيام قلائل من خلافة الإمام الحسن(عليه السلام)تحولت الخلافة إلى ملكية تلاعبت بها أيدي بني أميّة، ثم تلقاها بنو العباس وعبثوا فيها كيفما يشاؤون.

وانتهى الأمر بعد إبعاد الأمة للذين اصطفاهم الله لخلافة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى استئصال الصالحين وقتل ذرية النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)وحكم الأشرار والطغاة، ولم يكن ذلك إلاّ لأنّ الأمة رأت قيام السلطة على أساس الاختيار البشري، وحالت دون استمرار القيادة الربانية والتنصيب الإلهي في الحكم.

التنظير لمسألة الخلافة:

بادر أبناء العامة بتنظير مسألة الخلافة والإمامة وتحديد أمرها، فصاغوا مبدأ لها عن طريق متابعة الأمر الذي وقع، والسعي لتبريره واضفاء الشرعية عليه، فجعلوا ما حدث وماجرى في أمر الخلافة مصدراً رئيسياً في


[1] أنظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3 / 65، تاريخ الطبري: 4 / 227، سير أعلام النبلاء للذهبي: 1 / 123.

[2] أنظر: صفوة الصفوة لأبي الفرج: 1 / 494، الطبقات لابن سعد: 3 / 443.

[3] أنظر: أسد الغابة لابن الأثير: 2 / 246، البداية والنهاية لابن كثير: 6 / 240.

اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست