responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 147
وأسراره، لايعني عدم حجّية ظواهر القرآن للناس، لأنّ الله سبحانه وتعالى لم يتفرد في إفهام مقاصده بطريقة خاصة، ولم ينتهج في بيانه اسلوباً غريباً عن الأذهان، وإنّما كلّم الناس بما يألفون من أساليب التفهيم والكلام، وإنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) جاء بالقرآن لقومه ليفهموا معانيه وليدبروا آياته.

وقد ذم الله سبحانه من يعطّل تفكيره ومن لا يتدبّر القرآن، بقوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوب أَقْفالُها)[1]، وقال تعالى: (هذا بَيانٌ لِلنّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)[2]، وقال تعالى: (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)[3]، وإلى غير ذلك من الآيات الدالة على وجوب العمل بما في القرآن ولزوم الأخذ بما يفهم من ظواهره.

والمهم في هذه المسألة هو معرفة المحكم والمتشابه، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، وقد خصّ الله عزّوجلّ الإحاطة بها حججه وسفرائه في الأرض، وهم عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الذين اصطفاهم تعالى ليكونوا ورثة الكتاب وحملة علم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعناهم بقوله: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)[4].

فالمشكلة في الأمر هي مسألة المتشابة، التي يتخذها الذين في قلوبهم مرض فرصة لابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، حيث يقول الإمام الصادق(عليه السلام)في هذا


[1] محمّد: 24.

[2] آل عمران: 138.

[3] الدخان: 58.

[4] آل عمران: 7.

اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست