واجبات الدين ولوازم
الشريعة لم يثنه عنه كلام عمر ولا غيره ... ا ه ». هذا ما ذكره ابن حزم في جوامع السيرة [١]
، ومرّ عنه ما ذكره في كتابيه الأحكام والفصل فبأيّهما يأخذ القارئ ؟
وأيهما هو الصحيح ؟ وهل ذلك منه إلّا استغفال لعقول الناس !؟ فالحديث الّذي
زعم أنّه وجده فانجلت به الكربة فكأنّه عمي أو تعامى أنّ الحديث صورة
ممسوخة لحديث الرزية ، وليته كان كحديث الرزية في تظافر نقله لتتكافأ
الكفتان ، وينظر عند التعارض لأيهما الرجحان ، وليختر هو معنى ذلك المزعوم ،
ثمّ كيف يخفى هذا على مَن سبقه ممّن خرّج الحديثين مثل مسلم وغيره ؟
وسيأتي الكلام في ذلك مفصّلاً عند حديثنا عن عملية التزوير والمسخ ، وسيقف
القارئ على قول ابن أبي الحديد المعتزلي وضعوه ـ البكرية ـ في مقابلة
الحديث المروي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
في مرضه : (إئتوني بدواة وبياض أكتب لكم ما لا تضلون بعده أبداً) ،
فاختلفوا عنده وقال قوم منهم : لقد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله ، وسيعود
ابن حزم مرة أخرى إلى الحديث المزعوم يحاول اثباته بالأيمان ؟
ويكفي في تزييفه أنّه لم يظهر يوم
السقيفة حين كان أبو بكر أحوج إليه من كلّ ما احتج به ، فأين كانت عائشة عن
رواية ذلك ؟ ولماذا لم تناصر أباها به في أحرج وقت كان محتاجاً لنصرتها
بمثله ؟
مضافاً إلى ما سيأتي من كشف حال رجاله
فانتظر.
ثالثاً : البيهقي
في أواخر كتابه دلائل النبوة بعد ذكره
لحديث الرزية بأسانيده إلى عليّ ابن المديني والحسن بن محمّد الزعفراني عن سفيان بن عيينة عن سليمان عن