عينية عن عبيد الله
بن أبي يزيد قال : « سمعت ابن عباس يقول : كنت أنا وأمّي من المستضعفين ، كانت أمي من النساء وكنت أنا من الصبيان » [١].
وقال ابن عباس : فعذر الله أهل العذر
منهم ، وأهلك من لا عذر ، وقال : وكنت أنا وأمي ممن كان له عذر. وفيما يلي
حديث فيه دلالة على جانب من الاستضعاف الذي كان يعانيه المسلمون ومنهم أم
الفضل ، كما فيه دلالة على قوة العقيدة والإيمان في نفوس المؤمنين ومنهم أم
الفضل.
فقد أخرج الطبراني بسنده عن أبي رافع
مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال : « كنتُ غلاماً للعباس بن عبد المطلب وكنت قد أسلمت وأسلمت أم الفضل
وأسلم العباس ، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر
وبعث مكانه العاص بن هشام ـ وكان اخا أبي جهل وخال عمر بن الخطاب ـ وكان له
عليه دين [٢]
فقال له : اكفني هذا الغزو وأترك لك ما عليك ، ففعل ، فلمّا جاء الخبر
العقد الثمين ٨ / ٣١٤
، والعلاء السكتواري في محاضرة الأوائل / ٣١ وحكاه عن السيوطي ، وغيرهم.
[١] أخبار الدولة
العباسية / ١٢١بتحقيق الدوري والمطلبي ، والحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره الآية ( إِلَّا
الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ) ورواه البخاري في صحيحه في عدة مواضع والبيهقي في سننه ٩ / ١٣ ، والطبري في معجمه ١١ / ٩٩ و ٢١٧ ، ولكن ابن حزم
في المحلى ٢ / ١٥حاول ـ مكابراً ـ أن يجعل اسلام ابن عباس بعد فتح مكة قبل موت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
بعامين ونصف فقط ، وهذا محض هراء بلا امتراء ، كيف يصدق على ذلك ، والعباس
هاجر قبل الفتح ومعه اهله وبنوه ومنهم عبد الله فالتقى الركب النبوي في
الطريق كما مر.
[٢]روى أبو الفرج
الاصفهاني في كتاب الاغاني ٤ / ١٧٤ ط دار الكتب المصرية ، وعنه النويري في
نهاية الارب ١٧ / ١٣ ط دار الكتب المصرية ، واللفظ له : عن مصعب بن عبد
الله قال : قامر أبو لهب العاص بن هشام في عشرة من الابل فقمره ، ثم في
عشرة فقمره
، ثم في عشرة فقمره ، إلى أن خلعه من ماله فلم يبق له شيئاً فقال : إني ارى
القداح
قد