responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين المؤلف : عصام العماد    الجزء : 1  صفحة : 123

صورة مختصرة عن السبب الثالث من أسباب مشكلة الخلط عند الوهابية[1]:

للاثني عشرية مواقفها الشديدة من الغلو والغلاة، تلك المواقف التي بها تفردت عن سائر المذاهب الإسلامية، ولم يتخذ أيُّ مذهبٍ من مذاهب الإسلام مواقفاً حاسمة وشديدة من الغلو والغلاة كمواقف الاثني عشرية الشديدة ضد الغلو والغلاة؛ لأنّ الاثني عشرية في حقائقها وفي خصائصها تخالف تلك التصورات المنحرفة للغلاة، والمذهب الاثني عشري ـ بسبب استلهام حقائقه وخصائصه من القرآن الكريم والسنّة الصحيحة ـ لا يلتقي مع التصورات المجوسية والوثنية والغنوصية[2] للغلاة، منذ أول الطريق إلى منتهاه. وهو ـ بناء على الحقائق الثمان الرئيسية، وبناء على كل خصائصه التي لا تفارق القرآن والسنّة أبداً ـ لم يفكِّر لحظة واحدة بضم الغلو والغلاة إلى الإسلام، بل إنّ المذهب الاثني عشري يسعى لاستنقاذ الغلاة من التصورات الوثنية وضمهم إلى الإسلام، وهنالك الكثير من الغلاة الذين استنقذهم المذهب الاثنا عشري من الوثنيات وضمهم إلى الإسلام.

ونحن لسنا بحاجة لأن نبين لهم أكثر من ذلك إذ الواقع خيرُ دليلٍ، فلقد شاهدت وحاورت وصادقت بعض الغلاة الذين هجروا الغلو وضمهم المذهب الاثني عشري إلى الإسلام.

* * * *


[1]أشرنا سابقاً إلى أنّ الاسباب والعوامل الأُخرى للمشكلة قد تناولناها في كتابنا (موقف الاثني عشرية من الغلو والغلاة).

[2]الغنوصية: أصل بمعنى الغنوص ـ المعرفة. والمقصود بها التوصل بنوع من الكشف إلى المعارف العليا، أو هو تذوق تلك المعارف تذوقاً مباشراً. انظر (نشأة الفكر الفلسفي 1 / 186) للنشار. ويدخل من ضمن الغنوصية كل الفرق المنحرفة والوثنية والمذاهب ا لهندية كالبراهمه والتناسخية وغيرها، كما تدخل ـ أيضاً ـ المذاهب المجوسية كالزرادشتية والمانوية وغيرها.

اسم الکتاب : المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين المؤلف : عصام العماد    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست