responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من له كتاب عن يوم الجمل المؤلف : مشتاق طالب محمد    الجزء : 1  صفحة : 4
فلا تشكوا أن جابر بن يزيد أبا محمد الجعفي ثقة؛ و كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه ثم تركه.

و في مقابل هؤلاء هاجمه علماء آخرون و انتقصوه و ضعفوه. منهم يحيى بن معين، و عبد الرحمن بن مهدي، و أبو زرعة، و العجلي، و النسائي، و يحيى القطان، و أبو داود، و جرير بن عبد الحميد، و أبو الأحوص، و سفيان بن عيينة و غيرهم. و وصفوه بأنه ضعيف و كذاب و لين و ليس بشيء و أنه رافضي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم. و أشد ما أنكروه عليه أنه كان يؤمن بالرجعة، حتى أن ابن حبان قال عنه: " كان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ، كان يقول أن عليا ً يرجع إلى الدنيا ". و ذكر مسلم في مقدمة صحيحه إيمانه بالرجعة، و أن الناس كانوا يروون عنه الحديث، فلما أظهر إيمانه بالرجعة اتهموه و تركوا حديثه.

و كان ابن حبان من أشد الناس هجوما ً عليه، و كان منزعجا ً لأن بعض مشاهير أئمة الحديث مثل شعبة و الثوري و غيرهما رويا عنه، فقال في ذلك: " إن احتج محتج بأن شعبة و الثوري رويا عنه فإن الثوري ليس من مذهبه ترك الرواية عن الضعفاء بل كان يؤدي الحديث على ما سمع لأن يرغب الناس في كتابة الأخبار و يطلبوها في المدن و الأمصار. و أما شعبة و غيره من شيوخنا فإنهم رأوا عنده أشياء لم يصبروا عنها و كتبوها ليعرفوها فربما ذكر أحدهم عنه الشيء بعد الشيء على جهة التعجب فتداوله الناس ".

أقول: هذا تبسيط كبير للمشكلة. فالقضية ليست هي أن شعبة و الثوري رويا عنه، بل إنهما وثـقاه. فصحيح أن مذهب الثوري الرواية عن الضعفاء، و أنه ليس كل من روى عنه الثوري ثقة، و لكن الثوري لم يكتف بالرواية عن جابر، بل قال عنه: " كان جابر ورعا ً في الحديث، ما رأيت أورع في الحديث من جابر ". كما إنه ليس صحيحا ً أن شعبة ذكر روايات جابر على جهة التعجب، فهو الذي قال لأصحابه: " لا تنظروا إلى هؤلاء المجانين الذين يقعون في جابر، هل جاءوكم بأحد لم يلقه؟ ". فكلام ابن حبان لا قيمة له، و إنما هو رجل دفعه شنئان قوم على أن لا يعدل، و لو أنه عدل ي الكلام لكان أقرب للتقوى. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

و كان ابن عدي أخف وطأة على جابر من ابن حبان فقال: " و لجابر حديث صالح، و قد روى عنه الثوري الكثير، و شعبة أقل رواية عنه من الثوري، و حدث عنه زهير و شريك و سفيان و الحسن بن صالح و ابن عيينة و أهل الكوفة و غيرهم. و قد احتمله الناس و رووا عنه. و عامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة. و قد حدث عنه الثوري مقدار خمسين حديثا ً، و لم يتخلف أحد في الرواية عنه، و لم أرَ له أحاديث جاوزت المقدار في الإنكار، و هو مع هذا كله أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق ".

فالاختلاف في جابر بن يزيد كبير، و اعتقد أن الخلاصة التي توصل إليها ابن الغضائري، و التي أشرنا إليها آنفا ً هي خير ما يمكن قوله في جابر، و الله أعلم.

وذكر النجاشي أن لجابر بن يزيد كتابا ً بعنوان " كتاب الجمل "، أورده ضمن قائمة طويلة من الكتب، قال في آخرها: " و غيرها من الأحاديث و الكتب، و ذلك موضوع و الله أعلم ".

أقول: إني نظرت في الأسانيد التي ذكرها النجاشي، فوجدت أن كل هذه الكتب واردة بأسانيد ضعيفة عن جابر، و كتاب الجمل بالذات رواه عنه عمرو بن شمر، و هو ممن لا تقبل روايته عن جابر كما ذكر ابن الغضائري و غيره. فالأقرب إلى الصواب أن كتاب الجمل هذا غير صحيح النسبة إلى جابر، هذا إن كان الكتاب موجود أصلا ً.

اسم الکتاب : من له كتاب عن يوم الجمل المؤلف : مشتاق طالب محمد    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست