responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من له كتاب عن يوم الجمل المؤلف : مشتاق طالب محمد    الجزء : 1  صفحة : 14
اتفق علماء الرجال السنة على تركه، و اتهموه بالكذب، و أنه لا تحل كتابة أحاديثه إلا على جهة التعجب، و أنه يروي عن ابن إسحاق و ابن جريج و الثوري العظائم التي لا يرويها غيره، و أنه يضع الحديث، و أحاديثه منكرة إما إسنادا ً و إما متنا ً لا يتابعه عليها أحد، و أحاديثه مناكير ليس لها أصل، و أنه ساقط.

و ذكروا أنه كان يحدث عن ابن طاوس و كبار التابعين ممن ماتوا قبل حميد الطويل، فسألوه: هل كتبت عن حميد الطويل؟

فرد عليهم: جئتم تسخرون بي؟ جدي لم يرَ حميدا ً.

فقالوا له: فأنت تروي عمن مات قبل حميد!

فعلموا ضعفه و أنه لا يدري ما يقول.

و ذكروا أيضا ً أنه قدم مكة، فجعل يقول: حدثني ابن طاوس. فقيل لسفيان بن عيينة: قدم إنسان من أهل بخارى و هو يقول حدثنا ابن طاوس! فقال: سلوه ابن كم هو؟ فسألوه، فنظروا فإذا ابن طاوس مات قبل مولده بسنتين.

و ابن طاوس هو عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني، و قد توفي سنة 132 هـ[46]. فمن الصعب أن يكون أبو حذيفة البخاري المتوفى سنة 206 هـ قد سمع من ابن طاوس مباشرة، فروايته عنه غير صحيحة بالتأكيد. و هذه القصة تصرح بأن أبا حذيفة البخاري ولد في سنة 134 هـ.

أما علماء الرجال الشيعة فقد اعتبروه من رجال الإمام جعفر الصادق (ع)، و لكن بناءً على الاستنتاج السابق يكون عمر أبي حذيفة البخاري 14 سنة فقط عندما توفي الإمام جعفر الصادق (ع) في سنة 148 هـ، الأمر الذي يجعلنا نشكك في كونه من رجال الصادق (ع)، فالأرجح أنه في هذا العمر المبكر كان ما يزال في بلخ لم يغادرها بعد، و الله أعلم.

و قد صرح علماء الرجال الشيعة بكونه من العامة، أي أنه لم يكن شيعيا ً. و قال عنه الشيخ المفيد: " و نحن نثبت بتوفيق الله مختصرا ً من الأخبار فيما ذكرناه من كون طلحة و الزبير و عائشة - فيما صنعوه أيام عثمان - من أوكد أسباب ما تم عليه من الخلع و الحصر و سفك الدم و الفساد. فمن ذلك ما رواه أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي، و أثبته في كتابه الذي صنفه في مقتل عثمان. و كان هذا الرجل، أعني أبا حذيفة، من وجوه أصحاب الحديث المنتسبين إلى السنة و المباينين للشيعة، لا يتهم فيما يرويه لمفارقة خصومه، و لا يظن به تخرص فيما يجتنيه من جميع الأخبار "[47].

و يبدو أن رواياته التاريخية، تقترب من وجهة النظر الشيعية، و لذلك هاجمه علماء الرجال السنة، و تقبله علماء الرجال الشيعة. و لكن لم يصل به الأمر إلى حد اعتباره شيعيا ً، إذ اتفق الطرفان على أنه ليس كذلك.

ذكر أبو الفرج النديم أن له " كتاب الجمل "[48].


[46] ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، ج5 ص234 .

[47] الشيخ المفيد ، الجمل ، ص137 .

[48] أبو الفرج النديم ، الفهرست ، ص137 .

اسم الکتاب : من له كتاب عن يوم الجمل المؤلف : مشتاق طالب محمد    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست