قال بعض الزنادقة [1] للامام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام: " لم أحتجب الله؟ ".
فقال عليه السلام: " ان الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فاما هو فلا تخفى عليه خافية. في أناء الليل والنهار.
قال: فلم لا تدركه حاسة البصر؟
قال: للفرق بينه وبين خلقه، الذين تدركهم حاسة الابصار.
ثم هو أجلّ من ان تدركه الابصار أو يحيط به وهم، أو يضبطه عقل.
قال: فحدّه لي؟
قال: انه لا يحد.
قال: لم؟
قال: لانه كل محدود متناه الى حد، فاذا احتمل التحديد، احتمل الزيادة واذا احتمل الزيادة احتمل النقصان. فهو غير محدود، ولا متزايد، ولا متجزئ ولا متوهم "...[2]
(1) الزندقة : حركة شعوبية باطنية تفاقمت زمن الهواشم العباسيين . وهم الدهريين الذين يقولون لا رب ولا جنة ولا نار وما يهلكنا الا الدهر .
(2) علل الشرائع ص119 باب 98 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه .