responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 98
عثمان خير من معاوية. وأما قولك: إن أمك خير من أمه ففضل قرشية على كلبية فضل بين. وأما أن أكون نلت ما أنا فيه بأبيك فإنما هو الملك يؤتيه الله من يشاء، قتل أبوك رحمه الله فتواكلته بنو العاصي وقامت فيه بنو حرب، فنحن أعظم بذلك منة عليك، و أما تكون خيرا من يزيد فوالله ما أحب أن داري مملوءة رجالا مثلك بيزيد، ولكن دعني من هذا القول وسلني أعطك. فقال سعيد بن عثمان بن عفان: يا أمير المؤمنين!

لا يعدم يزيد مزكيا ما دمت له، وما كنت لأرضى ببعض حقي دون بعض، فإذا أبيت فاعطني مما أعطاك الله. فقال معاوية: لك خراسان؟ قال سعيد: وما خراسان؟ قال:

إنها لك طعمة وصلة رحم. فخرج راضيا وهو يقول:

ذكرت أمير المؤمنين وفضله * فقلت: جزاه الله خيرا بما وصل
وقد سبقت مني إليه بوادر * من القول فيه آية العقل والزلل
فعاد أمير المؤمنين بفضله * وقد كان فيه قبل عودته ميل
وقال: خراسان لك اليوم طعمة * فجوزي أمير المؤمنين بما فعل
فلو كان عثمان الغداة مكانه * لما نالني من ملكه فوق ما بذل

فلما انتهى قوله إلى معاوية أمر يزيد أن يزوده وأمر إليه بخلعة وشيعه فرسخا [1]

قال ابن عساكر في تاريخه 6: 155: كان أهل المدينة يحبون سعيدا ويكرهون يزيد، فقدم على معاوية فقال له: يا ابن أخي ما شيئ يقوله أهل المدينة؟ قال: ما يقولون؟

قال: قولهم:

والله لا ينالها يزيد * حتى يعض هامه الحديد
إن الأمير بعده سعيد

قال: ما تنكر من ذلك يا معاوية؟! والله إن أبي لخير من أبي يزيد، ولأمي خير من أمه، ولأنا خير منه، ولقد استعملناك فما عزلناك بعد، ووصلناك فما قطعناك، ثم صار في يديك ما قد ترى فحلاتنا عنه أجمع. فقال له: أما قولك. الحديث.


[1]الإمامة والسياسة 1: 157.

اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست