responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 59
فدفع إليه ضعفه وبره وأحسن إليه وقال له: أبلغ عليا أني أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل،. ولقد بلغ من أمرهم في طاعتهم له أنه صلى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الأربعاء وأعاروه رؤسهم عند القتال وحملوه بها وركنوا إلى قول عمرو بن العاص: إن عليا هو الذي قتل عمار بن ياسر حين أخرجه لنصرته، ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن علي سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير [1].

قال الأميني: اشتملت هذه الصحيفة السوداء على أشياء تجد البحث عن بعضها في طيات كتابنا هذا كاتخاذ لعن علي أمير المؤمنين سنة يدؤب عليها، وكتأويل عمرو ابن العاص قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمار: تقتلك الفئة الباغية، بأن عليا عليه السلام هو الذي قتل عمارا لإلقائه بين سيوف القوم ورماحهم، وكبيان ما يعرب عن حال أصحاب معاوية ومبلغهم من العقل والدين، وهذه كلمة معاوية ومعتقده فيهم، وهو على بصيرة منهم، وقد كان يستفيد من أولئك الهمج بضؤلة عقليتهم، وخور نفسياتهم، وبعدهم عن معالم الدين ونواميس الشريعة المقدسة، فيجمعهم، على قتال إمام الحق تارة وللشهادة بأنه عليه السلام هو الذي قتل عثمان طورا إلى موارد كثيرة من شهادات الزور التي كان يغريهم بها كقصة حجر بن عدي وأمثالها.

والذي يهمنا هاهنا أولا حكمه الباطل على ناقة لم تكن توجد هنالك، وإنما الموجود جمل قد شاهده وعلم به وأنه خارج عن موضوع الشهادة، لكنه نفذ الحكم الباطل المبتني على خمسين شهادة، زور كلها، ويقول بملء فمه: هذا حكم قد مضى. والحقيقة غير عازبة عنه ويتبجح أنه يقابل إمام الهدى عليه السلام بمائة ألف من أولئك الحمر المستنفرة لكنه لم يقابل إمام الحق بهم فحسب، وإنما كان يقابل النبي الأعظم ودينه الأقدس وكتابه العزيز بتلكم الرعرعة الدهماء.

ويهمنا ثانيا تغييره وقت صلاة الجمعة عند مسيره إلى صفين - في تلك السفرة المحظورة التي أنشأت على الضد من رضى الله ورسوله - إلى يوم الأربعاء، وإلى الغاية لم يظهر لي سر هذا التغيير، هل نسي يوم الجمعة فحسب يوم الأربعاء إنه يوم الجمعة؟ ومن العجب أنه لم يذكره أحد من ذلك الجيش اللجب، ولا ذكره منهم


مروج الذهب 2: 72.

اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست