responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 41

معاوية في ميزان القضاء

لعمر الحق إن واحدة من هذه الشهادات كافية في تحطيم قدر الرجل والاسفاف بمستواه إلى الحضيض الأسفل، فكيف بجميعها؟ فإنها صدرت من سادات الصحابة وأعيانهم العدول جميعهم عند القوم فضلا عن هؤلاء الذين لا يشك في ورعهم وقداسة ساحتهم عن السقطة في القول والعمل، ولا سيما وفيهم الإمام المعصوم الخليفة حقا المطهر بلسان الذكر الحكيم عن أي رجاسة، الذي يدور الحق معه حيثما دار، وهو مع القرآن والقرآن معه لن يفترقا حتى يردا الحوض [1] وقبل الجميع ما رويناه عن النبي الأقدس صلى الله عليه وآله في حق هذا الانسان.

فالرجل أخذا بمجامع تلكم الشهادات الصادقة للسلف الصالح محكوم عليه نص أقوالهم من دون أي تحريف وتحوير منا بأنه امرئ ليس له بصر يهديه ولا قائد يرشده، دعاه الهوى فأجابه، وقاده الضلال فاتبعه، وما أتى به من ضلاله ليس ببعيد الشبه ما أتى به أهله المشركون الكفرة، مصيره إلى اللظى، مبوأه النار، اللعين ابن اللعين، الفاجر ابن الفاجر، المنافق ابن المنافق، الطليق ابن الطليق، الوثن ابن الوثن، الجلف المنافق، الأغلف القلب، القليل العقل، الجبان الرذل، يخبط في عماية، ويتيه في ضلالة، شديد اللزوم للأهواء المبتدعة، والحيرة المتبعة، لم يكن من أهل القرآن ولا مريدا حكمه يجري إلى غاية خسر، ومحلة كفر، قد أولجته نفسه شرا، وأقحمته غيا، وأوردته المهالك وأوعرت عليه المسالك، غمص الناس، وسفه الحق، فاسق مهتوك ستره، يشين الكريم بمجلسه، ويسفه الحليم بخلطته، ابن آكلة الأكباد، الكذاب العسوف، إمام الردى، وعدو النبي، لم يزل عدوا لله والسنة والقرآن والمسلمين، رجل البدع والأحداث كانت بوائقه تتقى، وكان على الاسلام مخوفا، الغادر الفاسق، مثله كمثل الشيطان يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، لم يجعل الله له سابقة في الدين، ولا سلف صدق في الاسلام، القاسط النابذ كتاب الله وراء ظهره، كان شر الأطفال


[1]راجع الجزء الثالث من كتابنا هذا.

اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست