responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 308
الأخرى اليوم يعني الأشتر [1].

وفي لفظ ابن قتيبة في العيون 1: 201: فقال معاوية لما بلغه الخبر: يا بردها على الكبد! إن لله جنودا منها العسل. وقال علي: لليدين وللفم.

وفي لفظ المسعودي في المروج 2: 39: ولى علي الأشتر مصر وأنفذه إليها في جيش فلما بلغ ذلك معاوية دس إلى دهقان وكان بالعريش [2] فأرغبه وقال: أترك خراجك عشرين سنة فاحتل للأشتر بالسم في طعامه. فلما نزل الأشتر العريش سأل الدهقان:

أي الطعام والشراب أحب إليه؟ قيل: العسل. فأهدى له عسلا وقال: إن من أمره وشأنه كذا وكذا، ووصفه للأشتر وكان الأشتر صائما فتناول منه شربة فما استقرت في جوفه حتى تلف، وأتى من كان معه على الدهقان ومن كان معه. وقيل: كان ذلك بالقلزم والأول أثبت. فبلغ ذلك عليا فقال: لليدين وللفم. وبلغ ذلك معاوية فقال: إن لله جندا من العسل.

قال الأميني: هاهنا تجد معاوية كيف لا يتحوب من ذلك الحوب الكبير قتل العبد الصالح الممدوح بلسان رسول الله وخليفته مولانا أمير المؤمنين عليه السلام [3]. وإنه وأهل الشام فرحوا فرحا شديدا، بموت ذلك البطل المجاهد [4] لمحض أنه كان يناصر إمام وقته المنصوص عليه والمجمع على خلافته، ولا غرو فإنه كان يسر ابن هند كل ما ساء ملة الحق وأئمة الهدى وأولياء الصلاح، وما كان يسعه أن يأتي بطامة أكبر من هذه لو لم يكن في الاسلام للنفوس القادسة أي حرمة، وللأئمة عليهم السلام ومناصريهم أي مكانة، حتى لو كان معاوية مستمرا على ما دؤب عليه إلى أخريات عهد النبوة من الكفر المخزي فلم يحده الفرق من بارقة الاسلام إلى الاستسلام، فما جاء زبانيته الكفرة يومئذ بأفظع من هذه وأمثالها يوم قتلوا خيار أصحاب محمد صلى الله عليه وآله لمناصرتهم إياه، وحبهم ذوي قرباه، ودفاعهم عن ناموس أهل بيته الأكرمين.


[1]تاريخ الطبري 6: 54، كامل ابن الأثير: 3: 152.

[2]هي مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم.

[3]راجع ما أسلفناه في الجزء التاسع ص 37 - 41.

[4]تاريخ ابن كثير: 7: 312.

اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست