responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 226
وليتني كنت أدري إنه ماذا كان يفعله مما يخالف العدل والتقوى لولا وصية رسول الله صلى الله عليه وآله إياه؟ أوانه " والعياذ بالله " لو كانت الوصية بخلاف ما سمعه منه صلى الله عليه وآله؟

فهل كان يتاح له أكثر وأشنع مما فعل؟.

9 - من غير طريق عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين، وفي لفظ: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وفي بعض الألفاظ: وكان معاوية قلما خطب إلا ذكر هذا الحديث في خطبته. [1]

قال الأميني: كان من قضية هذا السماع ووعيه، والاكثار من روايته حتى أنه جاء مكررا في مسند أحمد ست عشر مرة، وما كان يخطب معاوية إلا وذكره، التأثر بمفاده، والتهالك في التفقه في الدين، والحرص على ما كان يسمعه أو يبلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مبادئ الفقه وغاياته، فما هذا الذي قهقره عن ضبط ما هنالك من حكم وأحكام؟ وأبعده عن مستقى السنة ذلك البون الشاسع الذي تركه أجهل خلق الله بأحكامه، عدا ما خالفه وباينه، من أحاديث كانت حجة عليه، بعيدا عن مغازيه وأعماله، وعدا طفائف لا يعود العالم بها فقيها في دينه، متبصرا في أمره، كل ذلك ينم عن أن الرجل لم يرد الله به خيرا ولا فقهه في دينه، وليس ذلك من ابن هند ببعيد.

10 - من طريق محمد بن جبير بن مطعم يحدث: إنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش، أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث إنه سيكون ملك من قحطان، فغضب معاوية فقام فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله، ثم قال: أما بعد: فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

إن هذا الأمر في قريش لا ينازعهم أحد إلا أكبه الله على وجهه ما أقاموا الدين.

قال الأميني: لقد غلط معاوية في فهم الحديث على تقدير صحته، فإن الذي ذكر عبد الله بن عمرو أن ذلك الكائن ملك، ولم ينص على أنه خليفة، وكم في الدهر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ملوك من غير قريش؟ ومن الجائز أن يكون ذلك الملك الموعود به من أصحاب الملك العضوض، فما رده به معاوية من أن الذين يجب أن يكونوا من قريش


[1]المحلى لابن حزم 9: 359.

اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست