responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 190
وإنه هو معاوية نفسه، فما كان يسع الإمام عليه السلام والحالة هذه إلا قتال هذا الطاغية أو يفئ إلى أمر الله.

فكرة معاوية لها قدم

إن رأي معاوية في خلافة الإمام عليه السلام لم يكن وليد يومه ولا بنت ليلته، وإنما كان مناوئا منذ فرق بينهما الاسلام، وقتل في يوم واحد أخوه وجده وخاله بسيف علي عليه السلام، فلم يزل يلهج ويهملج في تفخيذ الناس عنه صلوات الله عليه من يوم قتل عثمان، بعث رجلا من بني عميس وكتب معه كتابا إلى الزبير بن العوام، وفيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله الزبير أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان.

سلام عليك. أما بعد: فإني قد بايعت لك أهل الشام، فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الحلب [1] فدونك الكوفة والبصرة لا يسبقك إليهما ابن أبي طالب، فإنه لا شيئ بعد هذين المصرين، قد بايعت لطلحة بن عبيد الله من بعدك، فأظهر الطلب بدم عثمان، وادعوا الناس إلى ذلك، وليكن منكما الجد والتشمير، أظفركما الله، وخذل مناوئكما.

فسر الزبير بهذا الكتاب، وأعلم به طلحة، ولم يشكا في النصح لهما من قبل معاوية، وأجمعا عند ذلك على خلاف علي عليه السلام. شرح ابن أبي الحديد 1: 77.

قال الأميني: انظر إلى دين الرجل وورعه يستسيغ أن يخاطب الزبير بإمرة المؤمنين لمحض حسبانه أنه بايع له أجلاف أهل الشام، ولا يقول بها لأمير المؤمنين حقا علي عليه السلام وقد تمت له بيعة المسلمين جمعاء وفي مقدمهم الزبير نفسه وطلحة بن عبيد الله الذي حاباه معاوية ولاية العهد بعد صاحبه، فغرهما على نكث البيعة فذاقا وبال أمرهما، وكان عاقبتهما خسرا.

وأنت ترى أن الطلب بدم عثمان قنطرة النزاع في الملك، ووسيلة النيل إلى الأماني من الخلافة الباطلة، أوحاه معاوية إلى الرجلين، وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم.


[1]استوسق: اجتمع. الحلب: اللبن المحلوب.

اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست