responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 133
الوحي، وإن كان لم يكتب غير عدة كتب إلى رؤساء القبائل في أيام إسلامه القليلة من أخريات العهد النبوي، وهو خال المؤمنين لمكان أم حبيبة من رسول الله صلى الله عليه وآله لكنه لم يسموا بذلك غيره من إخوة أزواج النبي صلى الله عليه وآله كمحمد بن أبي بكر، وليس له مبرر إلا أن محمدا كان في الجيش العلوي ومعاوية حاربه صلوات الله عليه، فهي ضغائن قديمة انفجر بركانها أخيرا عند منتشر الأحقاد ومحتدم الإحن، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون.

وهل سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المزعومة في قوله: لا تسبوا أصحابي. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. كانت مختصة بغير المخاطبين بها في صدر الاسلام من الصحابة؟! أو إنها عامة مطردة؟! كما يقتضيه كونها من الشريعة الإسلامية المستمرة إلى أن تقوم الساعة، وقد حسبوها كذلك لأنها متخذة من السنة المخاطب بها، وقد جاء في بعض طرق الرواية الأولى عند مسلم:

إنه كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيئ فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تسبوا أصحابي، وفي رواية أنس: قال أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نسب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين [1]

فليس من المعقول أن يكونوا مستثنين من حكم خوطبوا به لولا أن الميول و الشهوات قد استثنتهم.

أو كان أمير المؤمنين عليه السلام مستثنى من بين الصحابة عن شمول تلكم الأحكام؟ فلا تجري على من نال منه عليه السلام أو وقع فيه.

أضف إلى هذه كلها: أن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام كان أحد الخلفاء الراشدين عندهم، وبالاجماع المتسالم عليه بين فرق الاسلام كلها، وللقوم فيمن يقع فيهم أحكام شديدة، ومنهم من قال كما سمعته قبيل هذا بكفر من سب الشيخين وزندقة من سب عثمان، وقد جاء في الصحيح الثابت قوله صلى الله عليه وآله: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي [2]


[1]كتاب الكبائر للذهبي ص 235.

[2]مر معناه الصحيح في الجزء السادس ص 330 ط 2.

اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست