اسم الکتاب : من حياة الخليفة عثمان المؤلف : العلامة الأميني الجزء : 1 صفحة : 24
- 3 -
إبطال الخليفة الحدود
أخرج البلاذري في الأنساب 5: 33 من طريق محمد بن سعد، بالإسناد عن أبي
إسحاق الهمداني: إن الوليد بن عقبة شرب فسكر فصلى بالناس الغداة ركعتين [1]
ثم التفت فقال: أزيدكم؟ فقالوا: لا قد قضينا صلاتنا، ثم دخل عليه بعد ذلك أبو زينب
وجندب بن زهير الأزدي وهو سكران فانتزعا خاتمه من يده وهو لا يشعر سكرا.
قال أبو إسحاق: وأخبرني مسروق إنه حين صلى لم يرم حتى قاء، فخرج في
أمره إلى عثمان أربعة نفر: أبو زينب. وجندب بن زهير. وأبو حبيبة الغفاري. والصعب
بن جثامة. فأخبروا عثمان خبره فقال عبد الرحمن بن عوف، ما له؟ أجن؟ قالوا: لا،
ولكنه سكر. قال: فأوعدهم عثمان وتهددهم، وقال لجندب: أنت رأيت أخي يشرب
الخمر؟ قال: معاذ الله، ولكني أشهد إني رأيته سكران يقسلها من جوفه، وإني أخذت
خاتمه من يده وهو سكران لا يعقل.
قال أبو إسحاق: فأتى الشهود عائشة فأخبروها بما جرى بينهم وبين عثمان، وإن
عثمان زبرهم، فنادت عائشة: إن عثمان أبطل الحدود وتوعد الشهود.
وقال الواقدي: وقد يقال: إن عثمان ضرب بعض الشهود أسواطا، فأتوا عليا
فشكوا ذلك إليه. فأتى عثمان فقال: عطلت الحدود وضربت قوما شهدوا على أخيك
فقلبت الحكم، وقد قال عمر: لا تحمل بني أمية وآل أبي معيط خاصة على رقاب الناس
قال: فما ترى؟ قال: أرى أن تعزله ولا توليه شيئا من أمور المسلمين، وأن تسأل عن
الشهود فإن لم يكونوا أهل ظنة ولا عداوة أقمت على صاحبك الحد.
قال: ويقال: إن عائشة أغلظت لعثمان وأغلظ لها وقال: وما أنت وهذا؟ إنما
أمرت أن تقري في بيتك. فقال قوم مثل قوله: وقال آخرون: ومن أولى بذلك
[1]هكذا في الأنساب وصحيح مسلم وأما بقية المصادر فكلها مطبقة على أربع ركعات و
ستوافيك إن شاء الله تعالى.
[2]كان الوليد أخاه لأمه أمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس.
اسم الکتاب : من حياة الخليفة عثمان المؤلف : العلامة الأميني الجزء : 1 صفحة : 24