responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة الخليفة عثمان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 158
وإسلاما فاقرأ ما جاء به سالم بن وابصة تزلفا إلى معاوية بن مروان بن الحكم من قوله:

إذا افتخرت يوما أمية أطرقت * قريش وقالوا: معدن الفضل والكرم
فإن قيل: هاتوا خيركم أطبقوا معا * على إن خير الناس كلهم الحكم
ألستم بني مروان غيث بلادنا * إذ السنة الشهباء سدت على الكظم؟

سبحانك اللهم ما قيمة بشر خيره الحكم؟ وما شأن جدوب غيثها بنو مروان؟ إن هي إلا أساطير الأولين نسجتها يد الغلو في الفضائل.

* (المسائلة) *

هلم معي نسائل الخليفة في إيواء لعين رسول الله وطريده (الحكم) وبمسمع منه ومرأى نزول القرآن فيه واللعن المتواصل من مصدر النبوة عليه وعلى من تناصل منه عدا المؤمنين، وقليل ماهم، ما هو المبرر لعمله هذا ورده إلى مدينة الرسول؟

وقد طرده صلى الله عليه وآله وأبناءه منها تنزيها لها من تلكم الأرجاس والأدناس الأموية وقد سأل أبا بكر وبعده عمر أن يرداه فقال كل منهما: لا أحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وآله [1] وقال الحلبي في السيرة 2: 85: كان يقال له: طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعينه وقد كان صلى الله عليه وسلم طرده إلى الطائف ومكث به مدة رسول الله ومدة أبي بكر بعد أن سأله عثمان في إدخاله المدينة فأبى فقال له عثمان: عمي، فقال: عمك إلى النار، هيهات هيهات أن أغير شيئا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا رددته أبدا، فلما توفي أبو بكر وولي عمر كلمه عثمان في ذلك فقال له: ويحك يا عثمان! تتكلم في لعين رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريده وعدو الله وعدو رسوله؟ فلما ولي عثمان رده إلى المدينة فاشتد ذلك على المهاجرين والأنصار فأنكر ذلك عليه أعيان الصحابة، فكان ذلك من أكبر الأسباب على القيام عليه. ه‌ ألم تكن للخليفة أسوة في رسول الله؟ والله يقول: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. [2] أو كان قومه وحامته أحب إليه من الله ورسوله؟ وبين يديه الذكر الحكيم: قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم


[1]الأنساب للبلاذري 5: 27، الرياض النضرة 2: 143، أسد الغابة 2: 35، السيرة الحلبية 1: 337، الإصابة 1: 345، [2]سورة الأحزاب: 21.

اسم الکتاب : من حياة الخليفة عثمان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست