اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني الجزء : 1 صفحة : 92
سبيهم فكتب له برد السبي، وألح عليه عمر في خالد أن يعزله، وقال: إن في سيفه
رهقا. فقال: لا يا عمر! لم أكن لاشيم سيفا سله الله على الكافرين.
وروى ثابت في الدلائل: إن خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال
فقال مالك بعد ذلك لامرأته: قتلتيني. يعني سأقتل من أجلك [1].
وقال الزمخشري وابن الأثير وأبو الفدا والزبيدي: إن مالك بن نويرة رضي الله
عنه قال لامرأته يوم قتله خالد بن وليد: أقتلتني. أي عرضتني بحسن وجهك للقتل
لوجوب الدفع عنك، والمحاماة عليك، وكانت جميلة حسناء تزوجها خالد بعد قتله
فأنكر ذلك عبد الله بن عمر. وقيل فيه:
أفي الحق أنا لم تجف دماؤنا * وهذا عروسا باليمامة خالد؟ [2]
وفي تاريخ ابن شحنة هامش الكامل 7 ص 165: أمر خالد ضرارا بضرب عنق
مالك فالتفت مالك إلى زوجته وقال لخالد: هذه التي قتلتني. وكانت في غاية الجمال،
فقال خالد: بل قتلك رجوعك عن الاسلام فقال مالك: أنا مسلم. فقال خالد: يا
ضرار! إضرب عنقه فضرب عنقه وفي ذلك يقول أبو نمير السعدي:
ألا قل لحي أوطؤا بالسنابك * تطاول هذا الليل من بعد مالك
قضى خالد بغيا عليه بعرسه * وكان له فيها هوى قبل ذلك
فأمضى هواه خالد غير عاطف * عنان الهوى عنها ولا متمالك
وأصبح ذا أهل وأصبح مالك * إلى غير أهل هالكا في الهوالك
فلما بلغ ذلك أبا بكر وعمر قال عمر لأبي بكر: إن خالدا قد زنى فاجلده. قال
أبو بكر: لا، لأنه تأول فأخطأ قال: فإنه قتل مسلما فاقتله. قال: لا، إنه تأول فأخطأ.
ثم قال: يا عمر! ما كنت لأغمد سيفا سله الله عليهم، ورثى مالكا أخوه متمم بقصائد
عديدة. وهذا التفصيل ذكره أبو الفدا أيضا في تاريخه 1: 158.
[1]تأريخ الطبري 3 ص 241، تأريخ ابن الأثير 3 ص 149، أسد الغابة 4: 295،
تأريخ ابن عساكر 5 ص 105، 112، خزانة الأدب 1: 237، تأريخ ابن كثير 6 ص 321،
تاريخ الخميس، 2: 233، الإصابة ج 1 ص 414 و ج ص 357.
[2]الفائق 2 ص 154، النهاية 3 ص 257، تاريخ أبي الفدا ج 1 ص 158، تاج العروس [8]ص 75.
اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني الجزء : 1 صفحة : 92