responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 253
عن غيره قوله: لا أعلم به بأسا إلا أنه يفسر برأيه القرآن ويكثر منه، وفي ميزان الاعتدال 1: 361: إنه كان يفسر القرآن برأيه.

هذا إسلام أيي قحافة وحديثه وليس إلا دعوى مجردة مدعومة بالواهيات، ولا يثبت بها إسلام أي أحد، ويظهر من نفس رواية أحمد أن إتيانه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله [ على فرض تسليمه ] لم يكن إلا لاسترداد ما أخذه المسلمون من ابنته من الطوق، ولو كان له إسلام ثابت وكان إيتانه للاسلام لكان يعيد زيارته صلى الله عليه وآله وسلم مرة بعد أخرى، وكان ينتهز الفرص أيام اقامته تلك في مكة ويستفيد من نمير علمه، ويأخذ منه معالم دينه، وكان حقا عليه أن يزوره في حجة الوداع، ولو كان له إسلام لكان يروي عنه صلى الله عليه وآله ولو حديثا واحدا، أو كان يروي عن أصحابه ولو عن واحد منهم، ولو كان قد أسلم لكان تنقل عنه كلمة في الاسلام، أو قول في الذب عنه، أو حرف واحد في الدعوة إليه أو كان له في التاريخ ذكر عن أيام إسلامه، ونبأ عن آثار إيمانه بالله وبرسوله، ولا أقل من روايته هو بحديث إسلامه.

ثم إن صح الخبر وقد أكرمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: هلا تركت الشيخ في بيته. الخ. وكان ذلك كما مر تكرمة لأبي بكر فما بال الصحابة ترد شفاعة مثل هذا الرجل العظيم؟ الذي عظمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتلك الكلمة القيمة التي لم تؤثر عنه صلى الله عليه وآله وسلم في أحد من الصحابة حتى في أعمامه صلى الله عليه وآله وفيهم العباس الذي يستسقي به الغمام وهم يسمعونها منه صلى الله عليه وآله ما بالهم يصفحون عن شفاعته في والده بإعادة الطوق إليه و هو شيخ كبير حديث العهد بالاسلام حري بأن يكرم؟ وما بال أبي بكر الذي أنفق جل ماله لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على زعم القوم يأخذ بيد أخته ويأتي بها إلى مجتمع الثويلة وينشد الحضور بالله وبالاسلام ويسألهم رد طوقها إليها؟ وما الطوق وما قيمته والصحابة لم تقبل فيه شفاعة شيخهم يوم ذاك وخليفتهم في الغد؟ وكيف يستعظم أبو بكر أمر الطوق ويأمر أخته بالاحتساب ويرى الأمانة قليلة في الصحابة يوم ذاك مع حضور نبيهم فيهم؟ فما كان محلهم من الأمانة بعد يومهم ذاك بثلث سنين وقد ارتحل النبي صلى الله عليه وآله من بين ظهرانيهم؟ وكيف صاروا بعد فقدهم نبيهم عدولا؟ أنا لا أدري.

اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست