responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 241

هذه الميزان التي جاء بها البصريون وأدليت من سماء البصرة في منجمها عين.

وفي إحدى كفتيها شول، وفي لسانها عوج. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ قل هل يستوي الأعمى والبصير؟ أم هل تستوي الظلمات والنور؟

كيف يوزن في ميزان العدل والنصفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو هو مع ابن أبي قحافة الذي ليس إلا أبو بكر، أي خلايق كريمة: أي نفسيات طاهرة؟ أي ملكات فاضلة؟ أي حكم علمية أو عملية؟ أي عوارف ومعارف راقية: أي بصيرة نافذة؟

أي أي؟ جعلت في كفة جعل فيها أبو بكر. هل هذه الموازنة يقبلها الواجدان والمنطق حتى يقال بالرجحان في إحدى كفتي الميزان؟ فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا.

ثم كيف رجح أبو بكر بعمرو إنهما كانا عكمي بعير في الفضائل كلها أيام حياتهما غير أن فتوحات عمر وأياديه في سبط الاسلام في أرجاء العالم لا تنسى، ولم تزل تذكر في صفحات التاريخ، فله فضيلة الرجحان على أبي بكر إن وزنا بميزان غير معيبة.

وكيف فصل بين النبي الأعظم وبين أمير المؤمنين في الميزان؟ وهو نفسه بنص القرآن الكريم، وله العصمة بحكم الكتاب العزيز، وهو وارث علمه، وباب حكمته، وهو عدل القرآن وخليفة نبي الاسلام بقوله صلى الله عليه وآله: إني مخلف فيكم اثنين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وأي فضيلة رابية لعثمان جعلت في كفة الميزان ورجح بها على علي رديف رسول الله صلى الله عليه وآله في فضائله. أنا لا أدري.

ثم إن كان التعبير الذي عزوه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حقا فهو لا محالة بتقدير من الله تعالى ومشيئة منه رعاية للنظام الأصلح، فلماذا تغير وجهه صلى الله عليه وآله مما قدره المولى سبحانه وشاءه وأحبه؟ ولم تكن له غاية إلا الحصول على مرضاته والدعوة إليها وإيقاف الأمة عليها. أو ليس هذا مما ينافي عصمته ويضاد مقامه الأسمى؟ لكن الغلو في الفضايل قد يصحح أمثال ذلك. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

- 27 -
ما أسلم أبو مهاجر إلا أبو بكر

أخرج ابن مندة وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما أسلم أبو أحد

اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست