responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 189
إنها سكرة الحب، وسرف المغالاة. قد أعمت الأهواء بصاير أولئك الرجال فجاؤا بهذه المخاريق المخزية، والأفائك المزخرفة، بيتوها غير مكترثين لمغبة صنيعهم، و لا متحاشين عن معرة قيلهم، وشتان بينها وبين أدب الدين، أدب العلم، أدب التأليف، أدب العفة، أدب الدعاية والنشر. إنهم ليقولون منكرا من القول وزورا، ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول.

كأن هؤلاء يحدثون عن أمة بائدة لم يبق لها الملوان من يشاهده أحد من الأجيال الحاضرة، أو ليست الشيعة هؤلاء الذين هم مبثوثون في أرجاء العالم وأجواء الأمم، يشاهدهم كل ذي بصر وبصيرة أحياء وأمواتا؟ فمن ذا الذي شهد أحدهم أنه انقلب عند موته خنزيرا غير أولئك الشبان الموهومين الذين شاهدوا ابن منير في قبره؟

وهل الشيخ عليا المالكي هو وجد أحدا من الشيعة كما وصفه؟ أو روي له ذلك الإفك فوثق به كما وثق العبيدي؟ وهل كان يمكنه أن يقف على الموتى جميعا أو أكثرهم وليس هو بمغسل الموتى أو من حفاري القبور ولا من نباشيها؟

على أن التشيع ليس من ولائد تلكم العصور وإنما بدء به منذ العهد النبوي، فهل كان السلف الشيعي من الصحابة والتابعين يموتون كذلك وكان فيهم من يعرف بالتشيع كأبي ذر وسلمان وعمار والمقداد وأبي الطفيل؟ فهل يسحب هذا الرجل ذيل مزعمته إلى ساحة أولئك الأعاظم؟ قطعت جهيزة قول كل خطيب [1].

- 10 -
أبو بكر شيخ يعرف. والنبي شاب لا يعرف

عن أنس بن مالك قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأبو بكر شيخ يعرف والنبي صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف فيلقى الرجل أبا بكر [2] فيقول: يا أبا بكر! من هذا الذي بين يديك؟ فيقول: يهديني السبيل، فيحسب الحاسب أنه يهديه الطريق وإنما يعني سبيل الخير.


[1]مثل يضرب لمن يقطع على الناس ماهم فيه بحماقة يأتي بها.

[2]في الانتقال من بني عمرو. كذا قاله القسطلاني في إرشاد الساري 6 ص 214 وبنو عمرو ابن عوف هم من الأنصار النازلين بقباء كان قد نزل عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله في هجرته إلى المدينة كما يأتي تفصيله،

اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست