responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 153
وقال مولانا أمير المؤمنين: أعلمكم أخوفكم.        " غرر الحكم للآمدي ص 62 "

وقال مقاتل: أشد الناس خشية الله أعلمهم.        " تفسير الخازن " 3: 525 "

وقال الشعبي ومجاهد: إنما العالم من خشي الله [1].

وقال الربيع بن أنس: من لم يخش الله تعالى فليس بعالم [2].

ومن هنا قوله صلى الله عليه وآله: إني أعلمكم بالله وأخشاكم لله [3] ولذلك تجد أن أزلف الناس إلى السلطان يتهيبه أكثر ممن دونه في الزلفة. فترى الوزير يكبره ويخافه أبلغ ممن هو أدنى منه، والأمر على هذه النسبة في رجال الوظايف، حتى تنتهي إلى أبسطها كالشرطي مثلا، ثم إلى سائر أفراد الرعية.

وهلم معي إلا الأولياء والمقربين والمتهالكين في الخشية من الله والمتفانين في العبادة وفي مقدمهم سيدهم مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي كان في حلك الظلام يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويتأوه ويتفوه بما ينم عن غاية الخوف والخشية، وهو قسيم الجنة والنار بنص من الرسول الأمين كما مر في الجزء الثالث ص 299 ط 2، وكان يغشى عليه عدة غشوات في كل ليلة، ولم يشم أحد منه ولا منهم رائحة الكبد المشوي.

ولو اطرد ما يزعمونه لوجب تكيف الفضاء من لدن آدم إلى عهد الخليفة بتلك الرائحة المنتشرة من تلكم الأكباد المشوية، ولا سود وجه الدنيا بذلك الدخان المتصاعد من الأكباد المحترقة.

أيحسب راوي هذه المهزأة أن على كبد المختشي نارا موقدة يعلوها ضرم، و يتولد منها دخان؟ فلم لم تحرق ما في الحشى كله ويكون إنضاجها مقصورا على الكبد فحسب؟ وهل للكبد حال المعذبين الذين كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا أخرى؟ وإلا فالعادة قاضية بفناء الكبد بذلك الحريق لمتواصل.

وإن تعجب فعجب بقاء الانسان بعد فناء كبده، ولعلك إذا أحفيت الراوي السؤال


[1]تفسير القرطبي 14: 343، تفسير الخازن 3: 525.

[2]تفسير القرطبي 14: 343، تفسير الخازن 3: 525.

[3]تفسير البيضاوي 2: 302، اللمع لأبي نصر ص 96.

اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست