responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 139
لم يبق إلا شكة ويعبوب * وصارم يقتل ضلال الشيب

فنهض إليه أبو بكر رضي الله عنه وهو يقول: أنا ذلك الأشيب ثم ارتجز فقال

لم يبق إلا حسبي وديني * وصارم تقضي به يميني

فقال له عبد الرحمن: لولا أنك أبي لم أنصرف. الامتاع ص 144.

حجاج بالعريش

قال المحاملي: كنت عند أبي الحسن بن عبدون وهو يكتب لبدر، وعند جمع فيهم أبو بكر الداودي وأحمد بن خالد المادرائي - فذكر قصة مناظرته مع الداودي في التفصيل إلى أن قال -: فقال الداودي: والله ما نقدر نذكر مقامات علي مع هذه العامة. قلت:

أنا والله أعرفها مقامه ببدر، وأحد، الخندق، ويوم حنين، ويوم خيبر. قال: فإن عرفتها ينفعني أن تقدمه علي أبي بكر وعمر، قلت: قد عرفتها ومنه قدمت أبا بكر وعمر عليه. قال:

من أين؟ قلت: أبو بكر كان مع النبي صلى الله عليه وسلم على العريش يوم بدر مقامه مقام الرئيس، والرئيس ينهزم به الجيش، وعلي مقامه مقام مبارز، والمبارز لا ينهزم به الجيش.

ذكره الخطيب في تاريخه 8: 21، وابن الجوزي في المنتظم 6: 327، وأحسب أن مبتدع هذه الباكورة، ومؤسس فكرة العريش والاستدلال بها في التفضيل هو الجاحظ قال في خلاصة كتاب العثمانية ص 10: والحجة العظمى للقائلين بتفضيل علي قتله الاقران وخوضه الحروب، وليس له في ذلك كبير فضيلة، لأن كثرة القتل و المشي بالسيف إلى الأقران لو كان من أشد المحن وأعظم الفضائل وكان دليلا على الرياسة والتقدم، لوجب أن يكون للزبير وأبي دجانة ومحمد بن مسلمة وابن عفراء و البراء بن مالك من الفضل ما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم! لأنه لم يقتل إلا رجلا واحدا ولم يحضر الحرب يوم بدر ولا خالط الصفوف، وإنما كان معتزلا عنهم في العريش و معه أبو بكر. وأنت ترى الرجل الشجاع قد يقتل الاقران، ويجندل الأبطال، وفوقه من العسكر من لا يقتل ولا يبارز وهو الرئيس، أو ذو الرأي والمستشاري في الحرب، لأن للرؤساء من الاكتراث والاهتمام وسعل البال والعناية والتفقد ما ليس لغيرهم، ولأن الرئيس هو المخصوص بالمطالبة وعليه مدار الأمور، وبه يستبصر المقاتل ويستنصر، وباسمه ينهزم العدو، ولو لم يكن له إلا أن الجيش لو ثبت وفر هو لم يغن ثبوت الجيش كله وكانت الدبرة

اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست