الحمدُ للّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق اللّه أجمعين، أبي القاسم محمّد، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم ومنكري فضائلهم، من الآن إلى قيام يوم الدين.
الحمدُ للّه على الهداية وإكمال الدين وإتمام النعمة، والحمدُ للّه الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين على بن أبي طالب، وأولاده المعصومين (عليهم السلام).
وبعد،
فقد خلق اللّه سبحانه وتعالى البشر لكي يعبدوه، إذ قال في كتابه العزيز: {وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ}[1]، فالهدف الرئيسي من خلق المخلوقات ـ الجن والإنس ـ هو عبادة اللّه جلّ وعلا.
وقبل عبادته، يجب على الإنسان أن يعرف ربّه، إذ العبادة فرع المعرفة، فكيف يعبد الإنسان من لا يعرفه؟ وعلى قدر المعرفة تكون العبادة.