responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معراج الهداية المؤلف : سعيد يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 32

أعماقه ، دون أن تكون لديه المقدرة على تجاهله ، وإن هو تجاهله لوقت أو لحال من الأحوال فإنه ينقذف ـ في لحظة معينة من داخله ـ شعور يجعله يضطرب متساءلاً عن فحواه ، فمتى قاده هذا الشعور إلى عقيدة أو دين أو إيمان من نوع ما فإنه سوف يسعى لأن يعبّر عنه بأيّ طريقة تتناغم معه ، وتشعره بانتهاء قلقه ، أو انتهاء شي منه.

فالنظر إلى الحقيقة الإنسانية من هذا الجانب العميق ، هو نظرة إلى الفطرة ، ولعلّ الفطرة وحدها هي التي تتكفل بتفسير هذا النزوع نحو الاتجاه الذي يلزم فكر الإنسان بالتجوّل في أنحائه.

الفطرة

لعلّ المقصود بالفطرة هنا : هي تلك الأهلية المتوفرة داخل النفس والتي تشير إلى أكثر حالاتها صفاءً ، قبل دخول وتراكم المعارف عليها ، وهي بهذا اللحاظ تعبر بصورة مثلى عن الاحتياجات التي تجذب نحو تعلّق الإنسان.

ومن المستحكم يقيناً أنّ التدين أمر غريزي ، أو فطري.

والتدين بأحد المعاني ، هو اعتقاد من نوع ما ، يستلزم فكراً مجرّداً من جهة ، ويستلزم أيضاً تعلّقاً عاطفياً من جهة أخرى.

وهو من هاتين الجهتين يحقق انسجاماً وتناغماً مع الإنسان ، بما يشتمل عليه ذهنه من أُمور تعمل وتسير نحو التجريد والبحث عن

اسم الکتاب : معراج الهداية المؤلف : سعيد يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست