responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسند الإمام علي (ع) المؤلف : القبانجي، حسن    الجزء : 2  صفحة : 555
صنعتما؟ ثمّ قال للبيد: لا أخرجك الله من الدنيا سالماً، وكان موسراً كثير المال فمرّ به غلام في اُذنه قُرط فجذبه فَخَرم اُذن الصبي، فاُخذ فقُطعت يده فكُويَ منها فمات[1].


بيـان:

هذا الأمر لا يجوز; لأنّ من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله، وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله: {وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إلاَّ رَجُلا مَسْحُوراً * أُنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الاَْمْثَالُ فَضَلُّوا}[2] ولكن يمكن أنّ اليهودي أو بناته على ما روي اجتهدوا في ذلك فلم يقدروا عليه، وأطلع الله نبيّه (صلى الله عليه وآله) على ما فعلوه من التمويه حتّى استخرج، وكان ذلك دلالة على صدقه، ويجوز أن يكون المرض من فعلهم، ولو قدروا على ذلك لقتلوه وقتلوا كثيراً من المؤمنين مع شدّة عداوتهم له.

قال الفخر الرازي في التفسير: واعلم أنّ المعتزلة أنكروا ذلك بأسرهم، قال القاضي: هذه الرواية باطلة، وكيف يمكن القول بصحّتها والله يقول: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[3] وقال: {وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}[4] ولأن تجويزه يقضي الى القدح في النبوّة، ولأنه لو صحّ ذلك لكان من الواجب أن يصلوا إلى الضرر لجميع الأنبياء والصالحين، ولقدروا على تحصيل الملك العظيم لأنفسهم، وكل ذلك باطل، ولأن الكفّار كانوا يعيّرونه بأنه مسحور، فلو وقعت هذه الواقعة لكان الكفّار صادقين في تلك الدعوة، ولحصل فيه (صلى الله عليه وسلم)ذلك العيب، ومعلوم أنّ ذلك غير جائز.

قال الفخر الرازي: قال الأصحاب هذه القصّة قد صحّت عند جمهور أهل النقل، والوجوه المذكورة قد سبق الكلام عليها في سورة البقرة، أمّا قوله:



[1] دعائم الإسلام 2: 138 ح487; مجمع البيان 5: 568; البحار 63: 22; مستدرك الوسائل 13: 107 ح14909; تفسير الرازي 32: 187; تفسير فرات: 619 ح774.

[2]ـ الفرقان: 8-9.

[3]ـ المائدة: 67.

[4]ـ طه: 69.

اسم الکتاب : مسند الإمام علي (ع) المؤلف : القبانجي، حسن    الجزء : 2  صفحة : 555
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست