responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مساحة للحوار من أجل الوفاق ومعرفة الحقيقة المؤلف : أحمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 21

الفصل الثاني
معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي

1 - أقدم نص عثرت عليه، في التاريخ السياسي الإسلامي، تضمن كلمة (شيعة) ينسب للخليفة الثاني عمر بن الخطاب، فمن المعروف أن هذا الخليفة عارض بشدة صلح الحديبية الذي ارتضاه الله للمسلمين ووقعه رسوله. وكان يرى أن هذا الصلح (دنية في الدين)، حاول جهده لإلغاء تلك المعاهدة حتى لا يعطي (الدنية في دينه)، ولكن محاولاته لم تنجح. وفي ما بعد عبر عن ذلك بقوله: (لو وجدت ذلك اليوم شيعة تخرج عنهم رغبة بالقضية لخرجت) [1] وفي رواية ثانية ذكرها ابن أبي الحديد: (أن عمر قد قام مغضباً وقال: لو أجد أعواناً ما أعطيت الدنية أبداً) [2] وما يعنينا أن عمر بن الخطاب استعمل كلمة (شيعة) وقصد بها جماعة ترى رأيه وتسعى معه لتحقيق هدف مشترك. وبعبارة أخرى إن عمر قد عنى بكلمة (الشيعة) معناها اللغوي المستقر لغة والمتفق مع خطاب القرآن وخطاب الرسول.

2 - واستعملت كلمة (شيعة) في صك التحكيم الذي كتب بين الإمام علي بن أبي طالب وبين معاوية بن أبي سفيان. وقد وردت لتدل دلالة كاملة على المعنى اللغوي المستقر في اللغة والمعبر عنه في القرآن والحديث. وجاء في هذا الصك:

(هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب... ومن كان معه من شيعته قاض معاوية بن أبي سفيان... ومن كان معه من شيعته) كما قال نصر بن مزاحم برواية محمد بن علي بن الحسين والشعبي، وروى جابر عن زيد بن الحسين رواية أخرى، ولكنها تتفق مع الأولى بذكر (ومن كان معه من شيعته عند ذكرها للإمام علي، وعند ذكرها لمعاوية [3].


[1]راجع: المغازي للواقدي، 2 / 607.

[2]راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، تحقيق حسن تميم، 3 / 790.

[3]راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، تحقيق حسن تميم 1 / 437.

اسم الکتاب : مساحة للحوار من أجل الوفاق ومعرفة الحقيقة المؤلف : أحمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست