responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 178

ماذا فعل المسلمون بعد يزيد؟:

وأما ما قام به المسلمون بعد مرحلة يزيد من أفعال، إستكمالا لعملية فصل العروة الوثقى والإبقاء على ما وصل إليهم من السلطة الحاكمة، من خلال القواعد والأحكام الناتجة عن الحقد والضغينة لرسول الله وأهل بيته، ومن خلال كتاب معاوية إلى المسلمين، واستكمالا لمحاربة الإرادة الإلهية، يشكل الثمرة التي أراد المتآمرون على رسول الله ووصيه علي بن أبي طالب أن يصلوا إليها.

فقد قام الأمويون وبني مروان ومن والاهم وسار على خطاهم وانتهج نهجهم، بالبناء على ما أسس له معاوية ويزيد وأشياخهم، وقام الخلفاء من بني أمية وبني الحكم بعمليات عزل وفصل العترة الطاهرة عن الكتاب وعن المجتمع من خلال عمليات الملاحقة والقتل والتشريد لأئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم، وطمسوا أدوارهم الأساسية في نشر الدين والمحافظة على عقائده وأحكامه، ثم استكملت الأدوار من قبل العباسيين الذين كانوا أشد وأغلظ ممن سبقهم من الأمويين، الذين قتلوا وسجنوا وشردوا الأئمة من أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم، بل إنهم قاموا بعدة محاولات لنبش وإزالة والإعتداء على مقام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ومقام الإمام الحسين عليه السلام وبقية الأئمة من أهل البيت، ومشهور في كتب التاريخ ما فعله العباسيون مع الإمام الكاظم عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام إلى الإمام العسكري عليه السلام، ومذكور أيضا كيف عانى أتباعهم وشيعتهم من ظلم واضطهاد وقتل وتشريد استكمالا لما دعى إليه معاوية ويزيد في طمس حقيقة أهل البيت وأحقيتهم، ثم جاء بعدهم صلاح الدين الأيوبي الذي قام بقتل أربعين ألفا من أتباع أهل البيت في يوم واحد عندما دخل إلى مصر على أنقاض الدولة الفاطمية، وكذلك فعل من جاء بعدهم، كان دائما هدفهم الأول ليس التفريق بين الكتاب والعترة الطاهرة فقط، وإنما قمع أية محاولة للجمع بينهما من جديد كما أمر الله تعالى وأوصى رسوله الكريم.

ولا زالت قضية أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم حتى اليوم ينظر إليها بنظرة معاوية ويزيد ومن كان قبلهم، فلا زال أهل السنة والجماعة يعملون على فصل

اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست