responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 15

وصية رسول الله:

إن الرسول محمد صلى الله عليه وآله يخبر المسلمين كافة أن موعد لقائه بربه قد اقترب، (وهذا ظاهر في لفظة يوشك وهي من أفعال المقاربة) وأن الإنتقال إلى الرفيق الأعلى قد آن أوانه، وأن واجب النبوة والرسالة يوجب عليه أن يوصي المسلمين بوصية، فكما علمنا أن نوصي، وأن لا ينام أحدنا إلا ووصيته تحت وسادته، فها هو عليه وآله الصلاة والسلام يوصي كل تلك الحشود من المسلمين وفي أكثر من موقف حتى يعلمهم وصيته، وأنه يريد أن يطبق ما علمهم من أمر الوصية استجابة لأمر الله تعالى.

قال تعالى في سورة البقرة الآية: 180 {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين}.

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما حق امرئ مسلم، له شيء يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده).

ووصية رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى، ليست كأية وصية، بل يجب أن تحمل على محمل الجد، وأن يطبقها المسلمون من بعده، ولكنهم أنكروا أن يكون رسول الله قد أوصى، ويتهمونه بأنه أمر بالوصية ولم يوص.

روى البخاري في الصحيح قال حدثنا طلحة ابن مصرف قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى؟ فقال: لا، فقلت: كيف كتب على الناس الوصية، أو أمروا بالوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله.

إن في منطوق ومفهوم حديث الثقلين دلالة واضحة على موضوع الوصية، لا ينكرها إلا الجهلاء أو المنافقين المبغضين لأهل البيت عليهم السلام، وهذه الوصية قد نادى بها رسول الله منذ بداية دعوته وحتى يوم وفاته، فحديث

اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست