اسم الکتاب : محنة فاطمة (عليها السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) المؤلف : عبد الله ناصر الحسن الجزء : 1 صفحة : 177
الرواية الثانية: خطبتها (عليها السلام) في نساء المهاجرين والأنصار
قالوا: لما مرضت فاطمة (عليها السلام) دخل النساء عليها وقلن: كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
قالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم، وشنئتهم بعد أن سبرتهم، فقبحاً لفلول الحد، وخطل الرأي، و (لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ)[1]، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها، وشنت عليهم غارتها[2]، فجدعاً وعقراً وبعداً للقوم الظالمين.
ويحهم، أين زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الروح الأمين، والطبن[3] بأمر الدنيا والدين، (أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)[4]، وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله منه نكير سيفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره فى ذات الله، وتالله لو تكافؤوا على زمام نبذه إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لسار بهم سيراً سجحاً،[5] لا يُكلم خِشاشه[6]، ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم منهلا روياً