مع ذلك يصحّحون خبره، وأحمد بن حنبل يكرّر توثيقه: ثقة ثقة ثقة! ويروي عنه البخاري وأصحاب الصحاح عدا مسلم.
ومن هنا يمكن للباحث الحر أنْ يعرف موازين هؤلاء ومعاييرهم في تصحيح الحديث وتوثيق الراوي، وأنّهم كيف يتعاملون مع علي وأهل البيت.
الطريق الثاني:
إنّه عَمَدَ بعضهم إلى وضع حديث المنزلة للشيخين، فروى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّه قال: أبو بكر وعمر منّي بمنزلة هارون من موسى.
هذا الحديث يرويه الخطيب البغدادي، وعنه المنّاوي في كتاب كنوز الحقائق من حديث خير الخلائق، وهو كتاب للمنّاوي مطبوع يروي فيه هذا الحديث عن الخطيب البغدادي، والخطيب يرويه بسنده[1].
إلاّ أن من حسن الحظ أنّ ابن الجوزي يورد هذا الحديث الموضوع لكن لا في الموضوعات، بل في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ويقول: حديث لا يصح[2].
وأيضاً: يقول الذهبي في كتابه ميزان الإعتدال: هذا حديث منكر[3].