responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة المؤلف : آل درويش، عبد الله ابن الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 69

قال : يا أبا بصير ، أما تحبُّ أن تكون فيمن يُسعد فاطمة؟ فبكيت حين قالها ، فما قدرت على المنطق ، وما قدرت على كلامي من البكاء ، ثم قام إلى المصلَّى يدعو وخرجت من عنده على تلك الحال ، فما انتفعت بطعام ، وما جاءني النوم ، وأصبحت صائماً وجلا حتى أتيته ، فلمَّا رأيته قد سكن سكنت ، وحمدت الله حيث لم تنزل بي عقوبة[1] .

وعن عبدالملك بن مقرن عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : إذا زرتم أبا عبدالله(عليه السلام)فالزموا الصمت إلاَّ من خير ، وإن ملائكة الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر فتصافحهم ، فلا يجيبونها من شدّة البكاء ، فينتظرونهم حتى تزول الشمس وحتى ينور الفجر ، ثم يكلِّمونهم ويسألونهم عن أشياء من أمر السماء ، فأمَّا ما بين هذين الوقتين فإنهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء ، ولا يشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم ، فإنهم شغلهم بكم إذا نطقتم ، قلت : جعلت فداك ، وما الذي يسألونهم عنه؟ وأيهم يسأل صاحبه : الحفظة أو أهل الحائر؟ قال : أهل الحائر يسألون الحفظة لأن أهل الحائر من الملائكة لا يبرحون ، والحفظة تنزل وتصعد ، قلت : فما ترى يسألونهم عنه؟ قال : إنهم يمرّون إذا عرجوا بإسماعيل صاحب الهواء ، فربما وافقوا النبيَّ(صلى الله عليه وآله) عنده وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من مضى منهم فيسألونهم عن أشياء ، وعمَّن حضر منكم الحائر ، ويقولون : بشِّروهم بدعائكم ، فتقول الحفظة : كيف نبشِّرهم وهم لا يسمعون كلامنا؟ فيقولون لهم : باركوا عليهم وادعوا لهم عنّا فهي البشارة منا ، وإذا انصرفوا فحفّوهم بأجنحتكم حتى يحسّوا مكانكم ، وإنا نستودعهم الذي لا تضيع ودائعه ، ولو يعلموا ما في زيارته من الخير ، ويعلم ذلك الناس لاقتتلوا على زيارته بالسيوف ، ولباعوا أموالهم في إتيانه ، وإن فاطمة(عليها السلام) إذا نظرت إليهم ومعها ألف


[1] بحار الأنوار ، المجلسي : 45/208 ح 14 عن كامل الزيارات .

اسم الکتاب : المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة المؤلف : آل درويش، عبد الله ابن الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست