responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة المؤلف : آل درويش، عبد الله ابن الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 57

وأنتم بين صريع في المحراب قد فَلق السيفُ هامتَه ، وشهيد فوق الجنازة قد شُكَّت بالسهام أكفانُه ، وقتيل بالعراء قد رُفع فوق القناة رأسُه ، ومكبَّل في السجن رُضَّت بالحديد أعضاؤه ، ومسموم قد قُطِّعت بجُرع السمِّ أمعاؤه[1] ، فإنّا لله إنّا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلي العظيم ، ولله درّ السيد صالح القزويني عليه الرحمة إذ يقول :

فلهفي عليهم ما قضى حَتْفَ أنفِهِ كريمٌ لهم إلاَّ بسمٍّ وَصَارِمِ
تجنَّت عليهم آلُ حرب تجرُّماً وجالت عليهم باحتباءِ الجرائمِ
فكم جَزَروا بالطفِّ منهم أماجداً على ظمأ بالبيضِ جَزْرَ السوائمِ
فَيَالِرؤس في الرماحِ وأضلع تحطِّمُها خيلُ العدى بالمناسمِ
ويالِلُحُوم غسَّلتها دماؤُها وكفَّنها نَسْجُ الرياحِ النواسمِ
ولهفي على سبطِ النبيِّ تذودُهُ عن الماءِ أرجاسُ الأعادي الغواشمِ[2]

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث له عما يجري على أهل بيته (عليهم السلام) من المحن والمصائب ، وقد سُئل عن سبب بكائه لما رأى الحسين (عليه السلام) قال : وإني لما رأيته تذكرت ما يُصنع به بعدي ، كأني به وقد استجار بحرمي وقبري فلا يُجار ، فأضمه في منامه إلى صدري ، وآمره بالرحلة عن دار هجرتي ، وأُبشره بالشهادة ، فيرتحل عنها إلى أرض مقتله ، وموضع مصرعه ، أرض كرب وبلا ، وقتل وفناء ، تنصره عصابة من المسلمين ، أولئك من سادة شهداء أمتي يوم القيامة ..[3]

وقال ابن عباس في كتابه إلى يزيد بن معاوية لعنه الله تعالى : وما أنسى من الأشياء ، فلستُ بناس إطرادك الحسين بن علي (عليه السلام) من حَرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى


[1] المزار ، محمد بن المشهدي : 298 .

[2] مثير الأحزان ، الجواهري : 155 .

[3] الأمالي ، الصدوق : 177 ح2 .

اسم الکتاب : المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة المؤلف : آل درويش، عبد الله ابن الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست