رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعليه ثياب بيض وقلنسوة بيضاء ، فقال لي : أنت دعبل؟ قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فأنشدني قولك في أولادي ، فأنشدته قولي :
لا أضحكَ اللهُ سِنَّ الدَّهْرِ إِنْ ضَحِكَتْ
وآلُ أحمدَ مظلومون قد قُهِرُوا
مُشَرَّدون نُفُوا عَنْ عقرِ دَارِهِمُ
كأنَّهم قَدْ جَنَوا مَا ليس يُغْتَفَرُ
قال : فقال لي : أحسنت ، وشفع فيَّ ، وأعطاني ثيابه ، وها هي ، وأشار إلى ثياب بدنه[1] .
المجلس الثالث ، من اليوم الحادي عشر
الآيات التي ظهرت بعد مقتل الإمام الحسين(عليه السلام)
قال ابن سيرين : أُخبرنا أن الحمرة التي مع الشفق لم تكن قبل قتل الحسين(عليه السلام)[2] ، وفي رواية أخرى قال : لم يكن في السماء حمرة حتى قتل الحسين[3] ، إن السماء بكت ، وبكاؤها حمرتها . وقال غيره : احمَّرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتل الحسين (عليه السلام) ، ثمَّ لا زالت الحمرة تُرى بعد ذلك[4] .
وروى أبو نعيم وابن عساكر ، عن هشام ، عن محمد قال : لم تُر هذه الحمرة التي في آفاق السماء حتى قُتل الحسين بن علي(عليهما السلام)[5] .
قال ابن الجوزي : وحكمته أن غضبنا يؤثِّر حمرة الوجه ، والحق تنزَّه عن الجسمية ، فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين(عليه السلام) بحمرة الأفق إظهاراً لعظم
[1] عيون أخبار الرضا(عليه السلام) ، الشيخ الصدوق : 1/297 .
[2] ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي : 3/20 ـ 21 ح 36 ، تاريخ دمشق ، ابن عساكر : 14/228 .
[3] المعجم الكبير الطبراني : 3/114 ح 2840 ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : 9/197 .