الصحابة وغيرهم في مقتل الحسين(عليه السلام) وفداحته
روي أن حبيب بن مظاهر الأسدي(عليه السلام) خاطب معسكر ابن سعد قائلا : أما والله لبئس القوم يقدمون غداً على الله عزّ وجلّ ، وعلى رسوله محمد(صلى الله عليه وآله) ، وقد قتلوا ذرّيّته ، وأهل بيته المتهجِّدين في الأسحار ، الذاكرين الله كثيراً بالليل والنهار ، وشيعته الأتقياء الأبرار[1] .
ومن كلام برير بن خضير لهم أيضاً ، قال : والله لا ينال شفاعة محمد(صلى الله عليه وآله)قوم أراقوا دماء ذرّيّته وأهل بيته ، وقال لهم أيضاً : يا هؤلاء ، اتقوا الله فإن نسل محمد(صلى الله عليه وآله) قد أصبح بين أظهركم ، وهؤلاء ذرّيّته وعترته وبناته وحريمه ، فهاتوا ما الذي عندكم؟ وما تريدون أن تصنعوا بهم[2]؟
وذكر ابن أبي الدنيا أنه لما بلغ أم سلمة قتل الحسين(عليه السلام) قالت : أوفعلوا؟ ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً ، ثمَّ وقعت مغشيّاً عليها[3] .
وعن شهر بن حوشب قال : سمعت أم سلمة حين جاء نعي الحسين بن علي (عليه السلام) لعنت أهل العراق ، وقالت : قتلوه قتلهم الله عزّ وجلّ ، غرَّوه وذلّوه لعنهم الله ، ثمَّ بكت حتى أغشي عليها[4] وذكر ابن سعد عن أم سلمة أنها لما سمعت قتل
[3] الرد على المتعصب العنيد ، ابن الجوزي : 51 ـ 52 ، الطبقات الكبرى ، ابن سعد : 8 ح 111 ، تاريخ دمشق ، ابن عساكر : 13/264 ح 330 شواهد التنزيل ، الحسكاني : 2/73 .
[4] مجمع الزوائد ، الهيثمي : 9/194 ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 3/318 .