المطلب الخامس
في الانفاق على الميت في وجوه البرّ والاحسان
ويكفي في استحبابه:
عموم ما دلّ على استحباب مطلق المبرات والخيرات، على أنّ فعل النبي (صلى الله عليه وآله) وقوله دالان على الاستحباب في خصوص المقام، وحسبك من فعله: ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما[1] بطرق متعددة عن عائشة:
ما غرت على أحد من نساء النبي (صلى الله عليه وآله) ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي (صلى الله عليه وآله) يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا إلاّ خديجة، فيقول: «إنما كانت وكان لي منها ولد».
[1]فراجع من صحيح البخاري: باب تزويج النبي خديجة وفضلها، ومن صحيح مسلم: باب فضائل خديجة أم المؤمنين (عليها السلام) «المؤلف».