ضمّه بدنك، ولنعم البدن بدن ضمه كفنك، وكيف لا تكون كذلك وأنت بقيّة ولد الانبياء، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، غذتك أكف الحق، وربيت في حجر الاسلام، فطبت حياً وطبت ميتاً، وإن كانت أنفسنا غير طيبة بفراقك، ولا شاكة في الخيار لك.
ثم بكى بكاءاً شديداً، وبكى الحاضرون حتى سمع نشيجهم[1].
ووقف أمير المؤمنين على قبر خباب بن الارت في ظهر الكوفة ـ وهو أول من دفن هناك كما نصّ عليه ابن الاثير في آخر تتمة صفين ـ فقال: «رحم الله خباباً، لقد أسلم راغباً، وجاهد طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتلى في جسمه أحوالاً، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً».
ولما توفي أمير المؤمنين، قام الخلف من بعده أبو محمد الحسن الزكي (عليهما السلام) خطيباً، فقال ـ كما في حوادث سنة 40 من تاريخ ابن جرير وابن الاثير وغيرهما ـ: «لقد