responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب وعتاب المؤلف : قيس بهجت العطار    الجزء : 1  صفحة : 35
كان عالماً بالألفاظ ومدلولاتها ومقاصدها، خبيرًا بما يحيل معانيها، بصيرًا بمقادير التفاوت بينها... فالمعظم منهم أجاز له الرواية بالمعنى إذا كان قاطعًا بأنّه أدّى معنى اللفظ الذي بلغه سواء في ذلك الحديث المرفوع أو غيره... وهذا هو المختار عند الجمهور من السلف وأصحاب الحديث والفقه والأصول واختاره منهم الآمدي[1]...

وهذا المشهور يقتضي بالملازمة معرفة الصحابة والتابعين بوجوه اللغة ومدلولاتها وألفاظها وكل ما ذكره آنفًا، ومن كانت عنده هذه الملكة ـ وهي عند أغلبهم بلا شك ـ كيف يخفى عليه ما هو قرآن عما هو من كلام الرسول (صلى الله عليه وآله) .

ثانيا: إن الكاتب لم يفرّق بين حجية السنة وما هو الحجة

أن كتاب الشربيني مبنيّ على غلط قبيح أو مغالطة صريحة، وذلك أنّه خلط خلطاً فاحشاً بين من ينكرون أصل السنّة وينفونها من الأساس وهم من أبناء مذهبه، وبين من يقولون بحجية السنّة النبوية ولكنّ كلامهم في طرق وصولها إلينا، وما هو الصحيح منها وما هو غير صحيح من تلك الطرق، وهم الشيعة الاثنا عشرية.

إن الكاتب خبط خبط عشواء في هذا المجال، فراح يسطّر الاسماء دون وعي لكلامهم، ودون تمييز بين المُنْكِر والمنقِّح، مع أنّه أكثر النقل عن كتاب (دراسات في الحديث النبوي) للدكتور محمد مصطفى الأعظمي، وفيه قوله: أما الشيعة فهي فرق كثيرة... والموجود منهم حالياً في العالم الإسلامي أكثرهم من الاثني عشرية، وهم يذهبون إلى الأخذ بالسنّة النبوية، لكن الاختلاف بيننا وبينهم في طريق إثبات السنة نفسها[2].

فهل أن الكاتب لم يطّلع على هذا النص أم أغمض عنه عينيه؟!


[1] كتابه 1:375 ـ 376. أخذًا من كفاية الخطيب، وفتح المغيث، وتدريب الراوي، وتوضيح الأفكار، وجامع بيان العلم.

[2] دراسات في الحديث النبوي:25.

اسم الکتاب : كتاب وعتاب المؤلف : قيس بهجت العطار    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست