responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب وعتاب المؤلف : قيس بهجت العطار    الجزء : 1  صفحة : 214
تضرّ بهم ـ كما اعترف الشربيني ـ ولذلك كان المنع عنها مقصوداً بشكل مخطط له، لا أنّ المنع كان متوجّهاً لخصوص الذين لم يكونوا فقهوا في الدين.

وخلاصة القول: هو انّ الشيعة ـ وعلى رأسهم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ كانوا السباقين للتحديث والكتابة والتدوين، وأنّ مدرسة ونهج الاجتهاد منعت كل ذلك لإخفاء أحقيّة أهل البيت بالخلافة ـ والتي كان من أبرز مظاهرها تفسير القرآن الكريم وخصوصاً التفسير السياقي ـ والتغطية على عجز الخلفاء العلمي وجهلهم الثقافي المقيت.

فإن ما قاله الشهرستاني سليم جدّاً، حيث قال في خلاصة رؤيته: "...ونخرج من كل ما مر بان السبب الحقيقي الكامن وراء منع التدوين لم يكن لطمس فضائل أهل البيت حسب، بل هو خلق جو فقهي جديد يستطيع الخليفة من خلاله أن يتكيف لسد العجز الفقهي الذي يجده".

ثم ختم كلامه بالقول: "...فالمنع من نقل فضائل أهل البيت وادلّة الامامة مع المنع عن نقل الفقة والاحاديث النّبوية بل كل ما يوثق مدرسة أهل البيت كانت ضمن المخطط الكلي للخلفاء".

اذاً المنع كان منبعثاً عن جهل الشيخين ونهج الاجتهاد بأحكام الدين الاسلامي، مضافاً إلى أنّهم راموا من وراء المنع إخفاء فضائل أهل البيت التي تمسّ خلافتهم ومحاولة الحدّ من انتشارها.

ونحن نضيف إلى كلامه: أنّ أوّل المستهدفين بذلك المنع العام ـ للتحديث والكتابة والتدوين ـ هو القرآن المجيد، وخصوصاً التفسير السياقي، بزعامة الامام علي (عليه السلام) وابن عباس وابن مسعود، وهو ـ مضافاً إلى شيوع مخالفة فقه وفكر الصحابة وخصوصاً هؤلاء الثلاثة لعمرـ يجسّد بشكل واضح جدّاً وجود مدرستين ونهجين واتجاهين وخطين في كيفية التعامل مع كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

(5) من دعا عليه المعصوم

اسم الکتاب : كتاب وعتاب المؤلف : قيس بهجت العطار    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست