responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب وعتاب المؤلف : قيس بهجت العطار    الجزء : 1  صفحة : 204
وأنا بين أظهركم؟ قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: قوم يأتون بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها"[1]. قال الحافظ السخاوي:

استدل بهذا الحديث على الوجادة، وهو علم من اعلام النبوة من إخباره عما سيقع وهو تدوين القرآن وكتبه في صحفه وكتابة الحديث[2].

وهذا كما تراه فيه استعمال "الصحف"[3] لا "التدوين" إذ لم يقل النّبي (صلى الله عليه وآله) "يجدون مدونات يؤمنون بها" ولا قال "صحفاً يدونونها". فكيف فهم الشربيني من الصحف أنّها مدوّنات؟! إنّ هذا يعني عدم استعمالهم عبارات "كتب" و"دون" بالدقة اللغوية، بل استعملوا إحداها بدل الأخرى، وخصوصاً كلام السخاوي ففيه صراحة ذلك "تدوين القرآن وكتبه في صحفه وكتابة الحديث" حيث عبّر في مجال القرآن التدوين والكتب، وعبر عما صنعه ابن عبد العزيز ب"كتابة الحديث"، فأين مصداقية هذا الفرق في مجال الاستعمالات يا شربيني؟!

ثانياً: إنّ نهي عمر كان نهياً عامّاً عن التحديث والكتابة والتدوين.

لا عن خصوص التدوين لتصح له المعاذير، ويستقيم له المخرج من هذا المأزق.

فعن عروة بن الزبير: إنّ عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن، فاستشار في ذلك أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهراً، ثمّ أصبح يوماً وقد عزم الله له، فقال: إنّي كنت أردت أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا


[1] نقله عن الحاكم في المستدرك 4: 96/ رقم 6993.

[2] نقله عن فتح المغيث 2:144.

[3] الصحف، جمع صحيفة، وهي في الأصل الورقة الواحدة... ومنها الصحيفة التي كانت معلقة في جوف الكعبة في الجاهلية". انظر معرفة النسخ والصحف الحديثية لبكر بن عبدالله أبي زيد: 22 - 23. وقال في ص 18 "وجود مجموعة من الصحف والنسخ الحديثية في أيدي بعض الصحابة، يرويها عنهم تلامذتهم من التابعين، وهكذا حتى استقرت بين دفّتي دواوين السنة الجامعة". فالصحف إذن لا يقال لها مدونات بناء على هذا التفريق فكيف استدل لعمر بن عبد العزيز بهذه البشارة؟!!

اسم الکتاب : كتاب وعتاب المؤلف : قيس بهجت العطار    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست