بهم إلى حرب حقيقية، فيما بينهم و بين اللّه و رسوله، و بصورة علنية و مكشوفة.
فلم يكن لهم بدّ من الرضوخ، و الانصياع، لا سيما بعد أن افهمهم اللّه سبحانه:
أنه يعتبر عدم إبلاغ هذا الأمر بمثابة عدم إبلاغ أصل الدين، و أساس الرسالة، وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ الأمر الذي يعني: العودة إلى نقطة الصفر، و الشروع منها، و حتى لو انتهى ذلك إلى خوض حروب في مستوى بدر، واحد و الخندق، و سواها من الحروب التي خاضها المسلمون ضد المشركين من أجل تثبيت أساس الدين و إبلاغه.
و من الواضح لهم: أن ذلك سوف ينتهي بهزيمتهم و فضيحتهم، و ضياع كل الفرص، و تلاشي جميع الآمال في حصولهم على امتياز يذكر، أو بدونه، حيث تكون الكارثة بانتظارهم، حيث البلاء المبرم، و الهلاك و الفناء المحتّم.
فآثروا الرضوخ إلى الأمر الواقع، و الإنحناء أمام العاصفة، في سياسة غادرة و ماكرة ..
و لزمتهم الحجة، بالبيعة التي أخذت منهم له (عليه السّلام) في يوم الغدير.