ب «حجة الوداع» فلما قضى مناسكه، انصرف راجعا إلى المدينة، و معه جموع غفيرة تعدّ بعشرات الألوف من المسلمين، فلما بلغ موضعا يقال له:
«غدير خم».
في منطقة الجحفة، التي هي بمثابة مفترق طرق، تتشعب منها طرق المصريين و المدنيين و العراقيين.
نزل جبرئيل عليه في ذلك الموضع، في يوم الخميس في الثامن عشر من ذي الحجة بقوله تعالى:
يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ.
حيث أمره اللّه سبحانه أن يقيم عليا إماما للأمة، و يبلغهم أمر اللّه سبحانه فيه.
فما كان من الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إلا أن أمر بردّ من تقدم من الناس، و حبس من تأخر منهم. ثم صلى بهم الظهر، و بعدها قام بهم خطيبا على أقتاب الإبل و ذلك في حر الهاجرة. و أعلن، و هو آخذ بضبع علي (عليه السّلام): أن عليا أمير المؤمنين، و وليهم، كولاية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لهم. حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه «قالها ثلاث أو أربع مرات» اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و أحب من أحبه، و أبغض من أبغضه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله.