responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 88

الطيّار


وأما جعفر بن أبي طالب، فحسبه من العظمة شهادة الرسول الأقدس بأنّه يشبهه خلقاً وخلقاً، ذلك الخلق الكريم الموصوف في الذكر الحكيم بقوله عز شأنه: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم }[1]. وحيث لم ينصّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على صفة خاصة من أخلاقه، فلا جرم من شمول تلك الكلمة الذهبية: " أشبهت خَلقي وخُلقي " لجميع ما اتصف به الرسول حتّى الدنس من الرِّجس والآثام.

ولو تنازلنا عن القول بعموم التشبيه لهذه الخاصة فلا بدّ من القول بتحقّق أظهر صفات المشبّه به للمشبه، ولا شكّ في أنّ ذلك المعنى أظهر ما في خلقه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم).

وغير خاف أنّ هذه الكلمة قالها النّبي لما تنازع عنده أمير المؤمنين وجعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة في ابنة حمزة بن عبد المطلب، وكان كُلّ منهم يريد القيام بتربيتها.

وذلك أن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما خرج من مكة بعد انقضاء الأجل بينه وبين أهل مكة في عمرة القضاء الواقعة في السنة السابعة للهجرة، تبعته ابنة حمزة تقول: يا عم خذني معك، فأخذها أمير المؤمنين ودفعها إلى فاطمة (عليها السلام)، وفي المدينة جرى ذلك النزاع بينهم، فقال رسول اللّه لزيد: " أنت أخوها ومولانا "، وقال لجعفر:


[1]القلم: 4.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست