responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 83

الحديدة


أما حديث الحديدة المحماة التي أدناها منه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فليس فيها ما يدلّ على اقترافه إثماً أو خروجاً عن طاعة، فإنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أراد بذلك تهذيبه بأكثر ممّا تتهذّب به العامّة، كما هو المطلوب من مثل عقيل والمناسب لمقامه.

فعرّفة " سيّد الأوصياء " أنّ إنساناً بلغ من الضعف إلى أن يئنّ من قرب الحديدة المحماة بنار الدنيا من دون أن تمسّه، كيف يتحمّل نار الآخرة في لظى نزّاعة للشوى وهو مضطرم بين أوارها، فمن واجب الإنسان الكامل التبعّد منها بكبح النهمة وكسر سورة الجشع والمكابدة للملمّات القاسية، فهي مجلبة لمرضاة الربِّ ومكسبة لغفرانه، وإن كان غيره من أفراد الرعية يتبعّد عنها بترك المحرّمات فحقيق بمثله ـ وهو ابن بيت الوحي ورجالات عصبة الخلافة ـ التجنّب حتّى عن المكروهات، وما لا يلائم مقامه من المباحات، ويروّض نفسه بترك ذلك كُلّه حتّى تقتدي به الطبقات الواطئة بما يسعهم، أو يسلون أنفسهم بمقاسات مثل عقيل الشدائد في دنياه، فلا يبهضهم الفقر الملم والكرِّب المدّلهم فربّ مباح ينقم عليه من مثله ولا يلام من هو دونه بارتكابه فإنّ " حسنات الأبرار سيئات المقرّبين ".

وأمير المؤمنين أراد أن يوقف أخاه على هذا الخطر الممنع الذي حواه، وقد ذهل عنه في ساعته تلك.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست