responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 70
إذن، فحسب عقيل من العظمة هذه المكانة الشامخة. وقد حدته قوة الإيمان إلى أن يسلق أعداء أخيه أمير المؤمنين بلسان حديد، خلّده عاراً عليهم مدى الحقب والأعوام[1].

على أن حُبَّ أبي طالب له لم يكن لمحض النبوّة، فإنّه لم يكن ولده البكر، ولا كان أشجع ولده، ولا أوفاهم ذمّة، ولا ولده الوحيد، وقد كان في ولده مثل أمير المؤمنين وأبي المساكين جعفر الطيار، وهو أكبرهم سنّاً، وإنّما كان " شيخ الأبطح " يظهر مرتبة من الحُبِّ له مع وجود ولده (الإمام) وأخيه الطيار لجمعه الفضائل والفواضل، موروثة ومكتسبة.

وبعد أن فرضنا أنّ أبا طالب حجّة وقته، وأنّه وصيّ من الأوصياء لم يكن يحابي أحداً بالمحبّة، وإن كان أعزّ ولده، إلاّ أن يجده ذلك الإنسان الكامل الّذي يجبَ في شريعة الحقِّ ولاءه.

ولا شكّ أنّ عقيلاً لم يكن على غير الطريقة التي عليها أهل بيته أجمع من الإيمان والوحدانية للّه تعالّى، وكيف يشذّ عن خاصته وأهله وهو وإيّاهم في بيت واحد، وأبو طالب هو المتكفل


[1]قال العلاّمة الأميني في الغدير 10: 261: قال معاوية لعقيل بن أبي طالب: إنّ علياً قد قطعك، وأنا وصلتك، ولا يرضيني منك إلاّ أن تلعنه على المنبر.

قال: أفعل، فصعد المنبر ثُمّ قال ـ بعد أن أحمد اللّه، وأثنى عليه، وصلّى على نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم): أيّها الناس إنّ معاوية بن أبي سفيان قد أمرني أن العنّ علي بن أبي طالب فالعنوه، فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين.

ثُمّ نزل فقال له معاوية: إنّك لم تبيّن من لعنت منهما، بيّنه.

فقال: واللّه لا زدت حرفاً ولا نقصت حرفاً، والكلام إلى نيّة المتكلّم.

العقد الفريد 2: 144، المستطرف 1: 54.

والكلام فيه تورية لطيفة ولعن لمعاوية من قبل عقيل.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست