إنّ الثابت عند المحقّقين إسلام طالب بن أبي طالب من أوّل الدعوة، فإنّ المتأمّل إذا نظر بعين البصيرة إلى أبي طالب، وقد ضَمّ أولاده أجمع والنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) معهم، لا يفارقونه في جميع الأحوال، مع ما يشاهدونه منه (صلى الله عليه وآله وسلم) من الآيات الباهرات ; لا يرتاب في صدق الدعوى، وقد أفصح عنه شعره[1]:
إذا قِيلَ مَنْ خَيرُ هذا الوَرى
قَبيِلاً وأكرَمَهم أُسرَة
أناف بعَبِدِ مُناف أبٌ
وفَضلّه هَاشِمٌ الغَرة
لَقَد حَلّ مَجدُ بَنِي هَاشِم
مَكانَ النَعائِمِ والنَثرةِ
وخَيرُ بَنِي هَاشِم أحمد
رَسولُ الإلهِ عَلى فَترة
وإنّ في حديث جابر الأنصاري ما يفيد منزلة أرقى من مجرّد الإسلام يقول قلت لرسول اللّه: أكثر الناس يقولون: إنّ أبا طالب مات كافراً؟
[1]إيمان أبي طالب للشيخ المفيد: 35، بحار الأنوار 35: 165، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 14: 78.