responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 257

المشهد المطهَّر


ممّا لا شكّ فيه أنّ الإمام الشهيد أبا عبد اللّه (عليه السلام) لم يترك القتلى في حومة الميدان، وإنّما كان يأمر بحملهم إلى الفسطاط الذي يقاتلون دونه، وهذا وإن لم نجده صريحاً في كُلّ واحد من المستشهدين إلاّ أنّ التأمّل فيما يؤثر في الواقعة يقتضيه، وإنّ طبع الحال يستدعيه، ويؤيّده ما في البحار من حمل الحرّ حتّى وضع بين يديّ الحسين، وعند سقوط علي الأكبر أمر الحسين فتيانه أن يحملوه إلى الفسطاط الذي يقاتلون دونه، وقد حمل القاسم بنفسه المقدّسة حتّى وضعه مع ابنه الأكبر، وقتلى حوله من أهل بيته.

هذا لفظ ابن جرير وابن الأثير، ومن البعيد جداً أن يحمل سيّد الشهداء أهل بيته خاصّة إلى الفسطاط ويترك أُولئك الصفوة الأكارم الذين قال فيهم: " لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي "، ففضّلهم على كُلِّ أحد حتّى على أصحاب جدّه وأبيه، وإن كُلّ أحد لا يرضى من نفسه هذه الفعلة، فكيف بذلك السيّد الكريم الذي علّم الناس الشمّم والإباء والغيرة؟!

على أنّ الفاضل القزويني يحكي في تظلّم الزهراء (عليها السلام)ص118 عن غيّبة النعماني: أنّ أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: " كان الحسين يضع قتلاه بعضهم مع بعض، ويقول: قتلة مثل قتلة النبيّين وآل النبيّين "[1].


[1]الغيبة للنعماني: 219 والنصّ: " كان الحسين بن علي يضع قتلاه بعضهم إلى بعض ويقول: قتلانا قتلى النبيّين ".

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست