responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 213

الكرامات


من سنن اللّه الجارية في أوليائه: { وَ لَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }[1] إكرامهم بإظهار ما لهم من الكرامة عليه والزلفى منه، وذلك غير ما ادّخره لهم من المثوبات الجزيلة في الآجلة، تقديراً لعملهم، وإصحاراً بحقيقة أمرهم، ومبلغ نفوسهم من القوّة، وحثّاً للملأ على اقتفاء آثارهم في الطاعة.

ومهما كان العبد يخفي الصالحات من أعماله فالمولى سبحانه يراغم ذلك الإخفاء بإشهار فضله، كما يقتضيه لطفه الشامل ورحمته الواسعة وبرّه المتواصل، وأنّه جلّت آلاؤه يظهر الجميل من أفعال العباد، ويزوي القبيح، رأفة منه، وحناناً عليهم.

ومن هذا الباب ما نجده على مشاهد المقرّبين وقباب المستشهدين في سبيل طاعته، من آثار العظمة، وآيات الجلالة، من إنجاح المتوسّل بهم إليه تعالى شأنه، وإجابة الدعوات تحت قبابهم المقدّسة، وإزالة المثلات ببركاتهم، وتتأكّد الحالة إذا كان المشهد لأحد رجالات البيت النبويّ ; لأنّه جلّت حكمته ذرأ العالمين لأجلهم، ولأن يعرفوا مكانتهم، فيحتذوا أمثالهم في الأحكام والأخلاق، فكان من المحتّم في باب لطفه وكرمه ـ عظمت نعمه أن يصحر الناس بفضلهم الظاهر.


[1]فاطر: 43.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست