ولعلّ ما جاء في زيارة الشهداء يشهد له: " السلام عليكم أيّها الربّانيون، أنتم لنا فرط وسلف ونحن لكم أتباع وأنصار، أنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة "[1].
وكذلك قوله (عليه السلام) فيهم: إنّهم لم يسبقهم سابق، ولايلحقهم لاحق.
فقد أثبت لهم السيادة على جميع الشهداء، أنّهم لم يسبقهم ولا يلحقهم أي أحد، وأبو الفضل في جملتهم بهذا التفضيل، وقد انفرد عنهم بما أثبته له الإمام السجاد (عليه السلام) من المنزلة التي لم تكن لأيّ شهيد.
ولهذه الغايات الثمينة، والمراتب العُليا كان أهل البيت (عليهم السلام)يدخلونه في أعالي أُمورهم ما لا يتدخّل فيه إنسان عادي، فمن ذلك مشاطرته الحسين (عليه السلام) في غسل الحسن (عليه السلام)[2].
وأنتَ بعد ما علمت مرتبة الإمامة، وموقف صاحبها من العظمة، وأنّه لا يلي أمره إلاّ إمام مثله، فلا ندحة لك إلاّ الإيمان بأنّ من له أي تدخل في ذلك بالخدمة من جلب الماء وما يقتضيه الحال أعظم رجل في العالم بعد أئمة الدين، فإنّ جثمان المعصوم عند سيره إلى المبدأ الأعلى ـ تقدّست أسماؤه ـ لا يمكن أن يقرب أو ينظر إليه من تقاعس عن تلك المرتبة، إذ هو مقام قاب قوسين أو