responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 178

المواساة


لا يسع الباحث في حديث مشهد الطفّ المقدر فيه (قمر بني هاشم) حقّ قدره إلاّ البخوع له بتحقيق هذه الغريزة الكريمة، أعني المواساة بأجلى مظاهرها، وأنت إذا أعرت لما أفضنا القول في البصيرة أُذناً واعية عرفت كيف كان مقامه مع أخيه سيّد شباب أهل الجنّة، وإيثاره التفاني معه على الحياة الرغيدة، وتهالكه في المفادات، منذ مغادرته الحجاز إلى هبوطه أرض كربلا، وحتّى لفظ نفسه الأخير تحت مشتبك النصول، فلا تجد مناصاً عن الإذعان بأنّه (عليه السلام) كان على أعلا ذروة من المواساة لأخيه الإمام، يربوا على المواسين معه جميعاً ; لأنّ مواساته كانت عن بصيرة، هي أنفذ البصائر يومئذ، بشهادة الإمام الصادق (عليه السلام): " كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة، صلب الإيمان "[1].

وقد شهد له بهذه المواساة إمامان معصومان، واقفان على الضمائر، ويعرفان مقادير الرجال، فيقول الحجة عجّل اللّه فرجه في زيارة الناحية: " السلام على أبي الفضل العبّاس، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الواقي له، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه. لعن اللّه قاتله يزيد بن الرقاد الجهني، وحكيم بن الطفيل السنبسي الطائي ".


[1]سرّ السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري: 89.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست